الكوفة متوجهين نحو المردمة (قال هشام) قال أبو بكر بن عياش واستقبله النضر بن قعقاع بن شور الذهلي وأمه ناجية بنت هانئ بن قبيصة بن هانئ الشيباني فأبطره حين نظر إليه قال يعنى بقوله أبطره أفزعه فقال السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله قال له سويد مبادرا أمير المؤمنين ويلك فقال أمير المؤمنين حتى خرجوا من الكوفة متوجهين نحو المردمة وأمر الحجاج المنادى فنادى يا خيل الله اركبي وابشرى وهو فوق باب القصر و ثم مصباح مع غلام له قائم فكان أول من جاء إليه من الناس عثمان بن قطن بن عبد الله بن الحصين ذي الغصة ومعه مواليه وناس من أهله فقال أنا عثمان بن قطن أعلموا الأمير مكاني فليأمر بأمره فقال له ذلك الغلام قف مكانك حتى يأتيك أمر الأمير وجاء الناس من كل جانب وبات عثمان فيمن اجتمع إليه من الناس حتى أصبح ثم إن الحجاج بعث بسر بن غالب الأسدي من بنى والبة في ألفى رجل وزائدة بن قدامة الثقفي في ألفى رجل وأبا الضريس مولى بنى تميم في ألف من الموالى وأعين صاحب حمام أعين مولى بسر بن مروان في ألف رجل وكان عبد الملك بن مروان قد بعث محمد بن موسى بن طلحة على سجستان وكتب له عليها عهده وكتب إلى الحجاج أما بعد فإذا قدم عليك محمد بن موسى فجهز معه ألفى رجل إلى سجستان وعجل سراحه وأمر عبد الملك محمد بن موسى بمكاتبة الحجاج فلما قدم محمد بن موسى جعل يتحبسر في الجهاز فقال له نصحاؤه تعجل أيها الأمير إلى عملك فإنك لا تدرى ما يكون من أمر الحجاج وما يبدو له فأقام على حاله وحدث من أمر شبيب ما حدث فقال الحجاج لمحمد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله تلقى شبيبا وهذه الخارجة فتجاهدهم ثم تمضى إلى عملك وبعث الحجاج مع هؤلاء الامراء أيضا عبد الاعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز القرشي وزياد بن عمر والعتكي وخرج شبيب حيث خرج من الكوفة فأتى المردمة وبها رجل من حضر موت على العشور يقال له ناجية من مرثد الحضرمي فدخل الحمام ودخل عليه شبيب فاستخرجه فضرب عنقه واستقبل شبيب النضر بن القعقاع ابن شور وكان مع الحجاج حين أقبل من البصرة فلما طوى الحجاج المنازل خلفه
(٧٢)