فضربه ضربة بالسيف استدار لها ثم قال وكان أمر الله مفعولا ثم إن الناس قتلوه وقتل يومئذ الأبرد بن ربيعة الكندي وكان على تل فألقى سلاحه إلى غلامه وأعطاه فرسه وقاتل حتى قتل ووقع عبد الرحمن فرآه ابن أبي سبرة الجعفي وهو على بغلة فعرفه فنزل إليه فناوله الرمح وقال له اركب فقال عبد الرحمن بن محمد أينا الرديف قال ابن أبي سبرة سبحان الله أنت الأمير تكون المقدم فركب وقال لابن أبي سبرة ناد في الناس الحقوا بدير أبى مريم فنادى ثم انطلقا ذاهبين ورأى واصل بن الحارث السكوني فرس عبد الرحمن الذي حمله عليه الجزل يجول في العسكر فأخذها بعض أصحاب شبيب فظن أنه قد هلك فطلبه في القتلى فلم يجده وسأل عنه فقيل له قد رأينا رجلا قد نزل عن دابته فحمله عليها فما أخلقه أن يكون إياه وقد أخذههنا آنفا فاتبعه واصل بن الحارث على برذونه ومع واصل غلامه على بغل فلما دنوا منهما قال محمد بن أبي سبرة لعبد الرحمن قدو الله لحق بنا فارسان فقال عبد الرحمن فهل غير اثنين فقال لا فقال عبد الرحمن فلا يعجز اثنان عن اثنين قال وجعل يحدت ابن أبي سبرة كأنه لا يكترث بهما حتى لحقهما الرجلان فقال له ابن أبي سبرة رحمك الله قد لحقنا الرجلان فقال له فأنزل بنا فنزلا فانتضيا سيفيهما ثم مضيا إليهما * فلما رآهما واصل عرفهما فقال لهما إنكما قد تركتما النزول في موضعه فلا تنزلا الان ثم حسر العمامة عن وجهه فعرفاه فرحبا به وقال لابن الأشعث إني لما رأيت فرسك يجول في العسكر ظننتك راجلا فأتيتك ببرذونى هذا لتركبه فترك لابن أبي سبرة بغلته وركب البرذون وانطلق عبد الرحمن بن الأشعث حتى نزل دير اليعار وأمر شبيب أصحابه فرفعوا عن الناس السيف ودعاهم إلى البيعة فأتاه من بقى من الرجالة فبايعوه وقال له أبو الصقر المحلمي قتلت من الكوفيين سبعة في جوف النهر كان آخرهم رجلا تعلق بثوبي وصاح ورهبني حتى رهبته ثم إني أقدمت عليه فقتلته وقتل من كندة مائة وعشرون يومئذ وألف من سائر الناس أو ستمائة وقتل عظم العرفاء يومئذ (قال أبو مخنف) حدثني قدامة بن حازم بن سفيان الخثعمي أنه
(٨٢)