ثم خرج فجعل ربع أهل المدينة تميم وهمدان نحو نهر حولايا في الميسرة وجعل ربع كندة وربيعة ومذحج وأسد في الميمنة ونزل يمشى في الرجال وخرج شبيب وهو يومئذ في مائة وأحد وثمانين رجلا فقطع إليهم النهر فكان هو في ميمنة أصحابه وجعل على ميسرته سويد بن سليم وجعل في القلب مصاد بن يزيد أخاه وزحفوا وسما بعضهم لبعض (قال أبو مخنف) فحدثني النضر بن صالح العبسي أن عثمان كان يقول فيكثر لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا أين المحافظون على دينهم المحامون عن فيئهم فقال عقيل بن شداد بن حبشي السلولي لعلى أن أكون أحدهم قتل أولئك يوم روذبار ثم قال شبيب لأصحابه إني حامل على ميسرتهم مما يلي النهر فإذا هزمتها فليحمل صاحب ميسرتي على ميمنتهم ولا يبرح صاحب القلب حتى يأتيه أمري وحمل في ميمنة أصحابه مما يلي النهر على ميسرة عثمان بن قطن فانهزموا ونزل عقيل بن شداد فقاتل حتى قتل وقتل يومئذ مالك بن عبد الله الهمداني ثم المرهبي عم عياش بن عبد الله بن عياش المنتوف وجعل يومئذ عقيل بن شداد يقول وهو يجالدهم لأضربن بالحسام الباتر * ضرب غلام من سلول صابر ودخل شبيب عسكرهم وحمل سويد بن سليم في ميسرة شبيب على ميمنة عثمان ابن قطن فهزمها وعليها خالد بن نهيك بن قيس الكندي فنزل خالد فقاتل قتالا شديدا وحمل عليه شبيب من ورائه وهو على ربع كندة وربيعة يومئذ وهو صاحب الميمنة فلم ينثن شبيب حتى علاه بالسيف فقتله ومضى عثمان بن قطن وقد نزلت معه العرفاء وأشراف الناس والفرسان نحو القلب وفيه أخو شبيب في نحو من ستين راجلا فلما دنا منهم عثمان بن قطن شد عليهم في الاشراف وأهل الصبر فضاربوهم حتى فرقوا بينهم وحمل شبيب بالخيل من ورائهم فما شعروا إلا والرماح في أكتافهم تكبهم لوجوههم وعطف عليهم سويد بن سليم أيضا في خيله ورجع مصاد وأصحابه وقد كان شبيب رجلهم فاضطربوا ساعة وقاتل عثمان بن قطن فأحسن القتال ثم إنهم شدوا عليهم فأحاطوا به وحمل عليه مصاد أخو شبيب
(٨١)