بالجوسق قال هات شواءك فجعل يأكل غير مكترث لهم فلما فرغ توضأ وصلى بأصحابه الأولى ثم تقلد سيفين بعد ما لبس درعه وأخذ عمود حديد ثم قال اسرجوا لي البغلة فقال أخوه مصادا في هذا اليوم تسرج بغلة قال نعم اسرجوها فركبها ثم قال يا فلان أنت على الميمنة وأنت يا فلان على الميسرة وقال لمصاد أنت في القلب وأمر الدهقان ففتح الباب في وجوههم قال فخرج إليهم وهو يحكم فجعل سعيد وأصحابه يرجعون القهقرى حتى صار بينهم وبين الدير نحو من ميل قال وجعل سعيد يقول يا معشر همدان أنا ابن ذي مروان إلى إلى ووجه سربا مع ابنه وقد أحس أنها تكون عليه فنظر شبيب إلى مصاد فقال أثكلنيك الله ان لم أثكله ولده قال ثم علاه بالعمود فسقط ميتا وانهزم أصحابه وما قتل بينهم يومئذ إلا قتيل واحد قال وانكشف أصحاب سعيد بن مجالد حتى أتوا الجزل فناداهم الجزل أيها الناس إلى إلى وناداهم عياض بن أبي لينة أيها الناس إن يكن أميركم هذا القادم قد هلك فهذا أميركم الميمون النقيبة أقبلوا إليه وقاتلوا معه فمنهم من أقبل إليه ومنهم من ركب رأسه منهزما وقاتل الجزل قتالا شديدا حتى صرع وقاتل عنه خالد بن نهيك وعياض بن أبي لينة حتى استنقذاه وهو مرتث وأقبل الناس منهزمين حتى دخلوا الكوفة فأتى بالجزل حتى أدخل المدائن وكتب إلى الحجاج بن يوسف * قال أبو مخنف حدثني بذلك ثابت مولى زهير أما بعد فإني أخبر الأمير أصلحه الله إني خرجت فيمن قبلي من الجند الذي وجهني فيه إلى عدوه وقد كنت حفظت عهد الأمير إلى فيهم ورأيه فكنت أخرج إليهم إذا رأيت الفرصة وأحبس الناس عنهم إذا خشيت الورطة فلم أزل كذلك ولقد أرادني العدو بكل إرادة فلم يصب منى غرة حتى قدم على سعيد بن مجالد رحمة الله عليه ولقد أمرته بالتؤدة ونهيته عن العجلة وأمرته أن لا يقاتلهم إلا في جماعة الناس عامة فعصاني وتعجل إليهم في الخيل فأشهدت عليه أهل المصرين إني برئ من رأيه الذي رأى وإني لا أهوى ما صنع فمضى فأصيب تجاوز الله عنه ودفع الناس إلى فنزلت ودعوتهم إلى ورفعت لهم رايتي وقاتلت حتى صرعت فحملني أصحابي من بين القتلى فما أفقت إلا وأنا على
(٦٨)