وبغلين وألفى درهم ووضع للناس من الجزر والعلف ما كفاهم ثلاثة أيام حتى ارتحلوا فأصاب الناس ما شاءوا من تلك الجزر والعلف الذي وضع لهم ابن أبي عصيفير ثم إن الجزل بن سعيد خرج بالناس في أثر شبيب فطلبه في أرض جوخى فجعل شبيب يريه الهيبة فيخرج من رستاق إلى رستاق ومن طسوج إلى طسوج ولا يقيم له إرادة أن يفرق الجزل أصحابه ويتعجل إليه فيلقاه في يسير من الناس على غير من تعبية فجعل الجزل لا يسير الا على تعبية ولا ينزل إلا خندق على نفسه خندقا فلما طال ذلك على شبيب أمر أصحابه ذات ليلة فسروا (قال أبو مخنف) فحدثني فروة بن لقيط أن شبيبا دعانا ونحن بدير بيرما ستون ومائة رجل فجعل على كل أربعين من أصحابه رجلا وهو في أربعين وجعل أخاه مصادا في أربعين وبعث سويد بن سليم في أربعين وبعث المحلل بن وائل في أربعين وقد أتته عيونه فأخبرته ان الجزل بن سعيد قد نزل دير يزدجرد قال فدعانا عند ذلك فعبانا هذه التعبية وأمرنا فعلقنا على دوابنا وقال لنا تيسروا فإذا قضمت دوابكم فاركبوا وليسر كل امرئ منكم مع أميره الذي أمرناه عليه ولينظر كل امرئ منكم ما يأمره أميره فليتبعه ودعا أمراءنا فقال لهم إني أريد أن أبيت هذا العسكر الليلة ثم قال لأخيه مصادآتهم فارتفع من فوقهم حتى تأتيهم من ورائهم من قبل حلوان وسآتيهم أنا من أمامي من قبل الكوفة وأتهم أنت يا سويد من قبل المشرق وأتهم أنت يا محلل من قبل المغرب وليلج كل امرئ منكم على الجانب الذي يحمل عليه ولا تقلعوا عنهم تحملون وتكرون عليهم وتصيحون بهم حتى يأتيكم أمري فلم نزل على تلك التعبية وكنت أنا في الأربعين الذين كانوا معه حتى إذا قضمت دوابنا وذلك أول الليل أول ما هدأت العيون خرجنا حتى انتهينا إلى دير الخرارة فإذا للقوم مسلحة عليهم عياض بن أبي لينة فما هو إلا أن انتهينا إليهم فحمل عليهم مصاد أخو شبيب في أربعين رجلا وكان امام شبيب وقد كان أراد أن يسبق شبيبا حتى يرتفع عليهم ويأتيهم من ورائهم كما أمره * فلما لقى هؤلاء قاتلهم فصبروا ساعة وقاتلوهم ثم انا دفعنا إليهم جميعا فحملنا عليهم فهزمناهم وأخذوا الطريق
(٦٣)