ذكر الخبر عن دخوله الكوفة وما كان من أمره وأمر الحجاج بها والسبب الذي دعا شبيبا إلى ذلك وكان السبب في ذلك فيما ذكر هشام عن أبي مخنف عن عبد الله بن علقمة عن قبيصة بن عبد الرحمن الخثعمي أن شبيبا لما قتل صالح بن مسرح بالمدبج وبايعه أصحاب صالح ارتفع إلى أرض الموصل فلقى سلامة بن سيار بن المضاء التيمي تيم شيبان فدعاه إلى الخروج معه وكان يعرفه قبل ذلك إذ كان في الديوان والمغازي فاشترط عليه سلامة أن ينتخب ثلاثين فارسا ثم لا يغيب عنه الا ثلاث ليال عددا ففعل فانتخب ثلاثين فارسا فانطلق بهم نحو عنزة وإنما أرادهم ليشفى نفسه منهم لقتلهم أخاه فضالة وذلك أن فضالة كان خرج قبل ذلك في ثمانية عشر نفسا حتى نزل ماء يقال له الشجرة من أرض الجال عليه أثلة عظيمة وعليه عنزة * فلما رأته عنزة قال بعضهم لبعض نقتلهم ثم نغدو بهم إلى الأمير فنعطي ونحيى فأجمعوا على ذلك فقالت بنو نصر أخواله لعمز الله لا نساعدكم على قتل ولدنا فنهضت عنزة إليهم فقاتلوهم فقتلوهم وأتوا برؤوسهم عبد الملك بن مروان فلذلك أنزلهم بانقيا وفرض لهم ولم تكن لهم فرائض قبل ذلك إلا قليلة فقال سلامة بن سيار أخو فضالة يذكر قتل أخيه وخذلان أخواله إياه وما خلت أخوال الفتى يسلمونه * لوقع السلاح قبل ما فعلت نصر قال وكان خروج أخيه فضالة قبل خروج صالح بن مسرح وشبيب * فلما بايع سلامة شبيبا اشترط عليه هذا الشرط فخرج في ثلاثين فارسا حتى انتهى إلى عنزة فجعل يقتل المحلة منهم بعد المحلة حتى انتهى إلى فريق منهم فيهم خالته وقد أكبت على ابن لها وهو غلام حين احتلم فقالت وأخرجت ثديها إليه أنشدك برحم هذا يا سلامة فقال لا والله ما رأيت فضالة مذ أناخ بعمر الشجرة يعنى أخاه لتقومن عنه أو لأجمعن جافتك بالرمح فقامت عن ابنها عند ذلك فقتله (قال أبو مخنف) فحدثني المفضل بن بكر من بنى تيم بن شيبان أن شبيبا أقبل في أصحابه نحو راذان فلما سمعت به طائفة من بنى تيم بن شيبان خرجوا هرابا منه ومعهم ناس من غيرهم
(٥٧)