الأعظم وليس بينهم وبين عسكرهم بدير يزدجرد إلا قريب من ميل فقال لنا شبيب اركبوا معاشر المسلمين أكتافهم حتى تدخلوا معهم عسكرهم إن استطعتم فأتبعناهم والله ملظين بهم ملحين عليهم ما نرفه عنهم وهم منهزمون مالهم همة إلا عسكرهم فانتهوا إلى عسكرهم ومنعهم أصحابهم أن يدخلوا عليهم ورشقونا بالنبل وكانت عيون لهم قد أتتهم فأخبرتهم بمكاننا وكان الجزل قد خندق عليه وتحرز ووضع هذه المسلحة الذين لقيناهم بدير الخرارة ووضع مسلحة أخرى مما يلي حلوان على الطريق فلما أن دفعنا إلى هذه المسلحة التي كانت بدير الخرارة فألحقناهم بعسكر جماعتهم رجعت المسالح الاخر حتى اجتمعت ومنعها أهل العسكر دخول العسكر وقالوا لهم قاتلوا ونضحوا عنكم بالنبل (قال أبو مخنف) وحدثني جرير ابن الحسين الكندي قال كان على المسلحتين الاخرتين عاصم بن حجر على التي تلى حلوان وواصل بن الحارث السكوني على الأخرى فلما أن اجتمعت المسالح جعل شبيب يحمل عليها حتى اضطرها إلى الخندق ورشقهم أهل العسكر بالنبل حتى ردوهم عنهم فلما رأى شبيب أنه لا يصل إليهم قال لأصحابه سيروا ودعوهم فمضى على الطريق نحو حلوان حتى إذا كان قريبا من موضع قباب حسين بن زفر من بنى بدر بن فزارة وانما كانت قباب حسين بن زفر بعد ذلك قال لأصحابه أنزلوا فأقضموا وأصلحوا نبلكم وتروحوا وصلوا ركعتين ثم اركبوا فنزلوا ففعلوا ذلك ثم إنه أقبل بهم راجعا إلى عسكر أهل الكوفة أيضا وقال سيروا على تعبيتكم التي عبأتكم عليها بدير بير ما أول الليل ثم أطيفوا بعسكرهم كما أمرتكم فأقبلوا قال فأقبلنا معه وقد أدخل أهل العسكر مسالحهم إليهم وقد أمنونا فما شعروا حتى سمعوا وقع حوافر خيولنا قريبا منهم فانتهينا إليهم قبيل الصبح فأحطنا بعسكرهم ثم صيحنا بهم من كل جانب فإذا هم يقاتلوننا من كل جانب ويرموننا بالنبل ثم إن شبيبا بعث إلى أخيه مصاد وهو يقاتلهم من نحو الكوفة أن أقبل إلينا وخل لهم سبيل الطريق إلى الكوفة فأقبل إليه وترك ذلك الوجه وجعلنا نقاتلهم من تلك الوجوه الثلاثة حتى أصبحنا فأصبحنا ولم نستفل منهم شيئا
(٦٤)