ورائهم فخرج قعنب في عشرين فارتفع عليهم * فلما رأره يريد أن يأتيهم من ورائهم جعلوا يتنقضون ويتسللون وحمل سويد بن سليم على سفيان بن أبي العالية فطاعنه فلم تصنع رمحاهما شيئا ثم اضطربا بسيفيهما ثم اعتنق كل منهما صاحبه فوقعا إلى الأرض يعتر كان ثم تحاجزوا أو حمل عليهم شبيب فانكشفوا وأتى سفيان غلام له يقال له غزوان فنزل عن برذونه وقال اركب يا مولاي فركب سفيان وأحاط به أصحاب شبيب فقاتل دونه غزوان فقتل وكانت معه رايته وأقبل سفيان بن أبي العالية حتى انتهى إلى بابل مهروذ فنزل بها وكتب إلى الحجاج أما بعد فإني أخبر الأمير أصلحه الله أنى اتبعت هذه المارقة حتى لحقتهم بخانقين فقاتلهم فضرب الله وجوههم ونصرنا عليهم فبينا نحن كذلك إذ أتاهم قوم كانوا غيبا عنهم فحملوا على الناس فهزموهم فنزلت في رجال من أهل الدين والصبر فقاتلتهم حتى خررت بين القتلى فحملت مرتثا فأتى بي بابل مهروذفها أنا بها والجند الذين وجههم إلى الأمير ووافوا الأسورة بن أبجر فإنه لم يأتني ولم يشهد معي إذا ما نزلت بابل مهروذ أتاني يقول مالا أعرف ويعتذر بغير العذر والسلام * فلما قرأ الحجاج الكتاب قال من صنع كما صنع هذا وأبلى كما أبلى فقد أحسن ثم كتب إليه أما بعد فقد أحسنت البلاء وقضيت الذي عليك فإذا خف عنك الوجع فأقبل مأجورا إلى أهلك والسلام وكتب إلى سورة بن أبجر أما بعد فيا ابن أم سورة ما كنت خليقا أن تجترئ على ترك عهدي وخذلان جندي فإذا أتاك كتابي فابعث رجلا ممن معك صليبا إلى الخيل التي بالمدائن فلينتخب منهم خمسمائة رجل ثم ليقدم بهم عليك ثم سر بهم حتى تلقى هذه المارقة واحزم في أمرك وكد عودك فإن أفضل أمر الحرب حسن المكيدة والسلام * فلما أتى سورة كتاب الحجاج بعث عدى بن عميرة إلى المدائن وكان بها ألف فارس فانتخب منهم خمسمائة ثم دخل على عبد الله بن أبي عصيفير وهو أمير المدائن إمارته الأولى فسلم عليه فأجازه بألف درهم وحمله على فرس وكساه أثوابا ثم إنه خرج من عنده فأقبل بأصحابه حتى قدم بهم على سورة بن أبجر ببابل مهروذ فخرج في طلب شبيب وشبيب يجول في جوخى وسورة في طلبه
(٦٠)