ثم حمل عليهم الثالثة فانهزموا فنظرت إلى زياد بن عمرو وإنه ليضرب بالسيف وما من سيف يضرب به إلا نبا عنه وهو مجفف ولقد رأيته اعتوره أكثر من عشرين سيفا فما ضره من ذلك شئ ثم إنه انهزم وقد جرح جراحة يسيرة وذلك عند المساء قال ثم شددنا على عبد الاعلى بن عبد الله بن عامر فهزمناه وما قاتلنا كثير قتال وقد ضارب ساعة وقد بلغني أنه كان جرح ثم لحق بزياد بن عمرو فمضيا منهزمين حتى انتهينا إلى محمد بن موسى بن طلحة عند المغرب فقاتلنا قتالا شديدا وصبر لنا (ذكر هشام) عن أبي مخنف قال حدثني عبد الرحمن بن جندب وفروة بن لقيط ان أخا شبيب مصادا حمل على بشر بن غالب وهو في الميسرة فأبلى وكرم والله وصبر فنزل ونزل معه رجال من أهل الصبر نحو من خمسين فضاربوا بأسيافهم حتى قتلوا عن آخرهم وكان فيهم عروة بن زهير بن ناجذ الأزدي وأمه زرارة امرأة ولدت في الأزد فيقال لهم بنو زرارة فلما قتلوه وانهزم أصحابه مالوا فشدوا على أبى الضريس مولى بنى تميم وهو يلي بشر بن غالب فهزموه حتى انتهى إلى موقف أعين ثم شدوا عليه وعلى أعين جميعا فهزموهما حتى انتهوا بهما إلى زائدة بن قدامة فلما انتهوا إليه نزل ونادى يا أهل الاسلام الأرض الأرض إلى إلى لا يكونوا على كفرهم أصبر منكم على إيمانكم فقاتلهم عامة الليل حتى كان السحر ثم إن شبيبا شد عليه في جماعة من أصحابه فقتله وأصحابه وتركهم ربضة حوله من أهل الحفاظ (قال أبو مخنف) وحدثني عبد الرحمن بن جندب قال سمعت زائدة بن قدامة ليلتئذ رافعا صوته يقول يا أيها الناس اصبروا وصابروا يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ثم والله ما برح يقاتلهم مقبلا غير مدبر حتى قتل (قال أبو مخنف) وحدثني فروة بن لقيط أن أبا الصقر الشيباني ذكر أنه قتل زائدة بن قدامة وقد حاجه في ذلك آخر يقال له الفضل بن عامر قال ولما قتل شبيب زائدة ابن قدامة دخل أبو الضريس وأعين جوسقا عظيما وقال شبيب لأصحابه ارفعوا السيف عن الناس وادعوهم إلى البيعة فدعوهم إلى البيعة عند الفجر * قال عبد الرحمن ابن جندب فكنت فيمن قدم إليه فبايعه وهو واقف على فرس وخيله واقفة
(٧٥)