عبد الرحمن بن الغرق مولى ابن أبي عقيل وكان على الحجاج كريما فقال له الحق بجماعتهم يعنى جماعة الامراء فاعلمهم بمسير المارقة إليهم وقل لهم إن جمعكم قتال فأمير الناس زائدة بن قدامة فأتاهم بن الغرق فأعلمهم ذلك وانصرف عنهم (قال أبو مخنف) فحدثني عبد الرحمن بن جندب قال انتهى إلينا شبيب وفينا سبعة أمراء على جماعتهم زائدة بن قدامة وقد عبى كل أمير أصحابه على حدة ففي ميمنتنا زياد بن عمر والعتكي وفى ميسرتنا بشر بن غالب الأسدي وكل أمير واقف في أصحابه فأقبل شبيب حتى وقف على تل فأشرف على الناس وهو على فرس له كميت أغر فنظر إلى تعبيتهم ثم رجع إلى أصحابه فأقبل في ثلاث كتائب يوجفون حتى إذا دنا من الناس مضت كتيبة فيها سويد بن سليم فتقف في ميمنتنا ومضت كتيبة فيها مصاد أخو شبيب فوقفت على ميسرتنا وجاء شبيب في كتيبة حتى وقف مقابل القلب قال وخرج زائدة بن قدامة يسير في الناس فيما بين ميمنتهم إلى ميسرتهم يحرض الناس ويقول يا عباد الله أنتم الكثيرون الطيبون وقد نزل بكم القليلون الخبيثون فاصبروا جعلت لكم الفداء لكرتين أو ثلاث تكرون عليهم ثم هو النصر ليس بينه حاجز ولا دونه شئ ألا ترون إليهم والله ما يكونون مائتي رجل إنما هم أكلة رأس إنما هم السراق المراق إنما جاؤكم ليهريقوا دماءكم ويأخذوا فيأكم فلا يكونوا على أخذه أقوى منكم على منعه وهم قليل وأنتم كثير وهم أهل فرقة وأنتم أهل جماعة غضوا الابصار واستقبلوهم بالأسنة ولا تحملوا عليهم حتى آمركم ثم انصرف إلى موقفه قال ويحمل سويد بن سليم على زياد بن عمرو فانكشف صفهم وثبت زياد في نحو من نصف أصحابه ثم ارتفع عنهم سويد قليلا ثم كر عليهم ثانية ثم اطعنوا ساعة (قال أبو مخنف) فحدثني فروه بن لقيط قال أنا والله فيهم يومئذ قال أطعنا ساعة وصبروا لنا حتى ظننت أنهم لن يزولوا وقاتل زياد بن عمر وقتالا شديدا وجعل ينادى يا حيلى ويشد بالسيف فيقاتل قتالا شديدا فلقد رأيت سويد بن سليم يومئذ وإنه لأشجع العرب وأشده قتالا وما يعرض له قال ثم إنا ارتفعنا عنهم آخرا فاذاهم يتقوضون فقال له أصحابه ألا ترهم يتقوضون احمل عليهم فقال لهم شبيب خلوهم حتى يخفوا فتركوهم قليلا
(٧٤)