قليل فأقبلوا حتى نزلوا دير خر زاد إلى جنب حولا يا وهم نحو من ثلاثة آلاف وشبيب في نحو من سبعين رجلا أو يزيدون قليلا فنزل بهم فهابوه وتحصنوا منه ثم إن شبيبا سرى في اثنى عشر فارسا من أصحابه إلى أمه وكانت في سفح ساتيد ما نازلة في مظلة من مظال الاعراب تقال لآتين بأمي فلأ جعلنها في عسكري فلا تفارقني أبدا حتى أموت أو تموت وخرج رجلان من بنى تيم بن شيبان تخوفا على أنفسهما فنزلا من الدير فلحقا بجماعة من قومهما وهم نزول بالجال منهم على مسيرة ساعة من النهار وخرج شبيب في أولئك الرهط في أولهم وهم اثنا عشر يريد أمه بالسفح فإذا هو بجماعة من بنى تيم بن شيبان غارين في أموالهم مقيمين لا يرون أن شبيبا يمر بهم لمكانهم الذي هم به ولا يشعر بهم فحمل عليهم في فرسانه تلك فقتل منهم ثلاثين شيخا فيهم حوثرة بن أسد ووبرة بن عاصم اللذان كانا نزلا من الدير فلحقا بالجال ومضى شبيب إلى أمه فحملها من السفح فأقبل بها وأشرف رجل من أصحاب الدير من بكر بن وائل على أصحاب شبيب وقد استخلف شبيب أخاه على أصحابه مصاد ابن يزيد ويقال لذلك الرجل الذي أشرف عليهم سلام بن حيان فقال لهم يا قوم القرآن بيننا وبينكم ألم تسمعوا قول الله " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه " قالوا بلى قال لهم فكفوا عنا حتى نصبح ثم نخرج إليكم على أمان لنا منكم لكيلا تعرضوا لنا بشئ نكرهه حتى تعرضوا علينا أمركم هذا فإن نحن قبلناه حرمت عليكم أموالنا ودماؤنا وكنا لكم إخوانا وإن نحن لم نقبله رددتمونا إلى مأمننا ثم رأيتم رأيكم فيما بيننا وبينكم قالوا لهم فهذا لكم * فلما أصبحوا خرجوا إليهم فعرض عليهم أصحاب شبيب قولهم ووصفوا لهم أمرهم فقبلوا ذلك كله وخالطوهم ونزلوا إليهم فدخل بعضهم إلى بعض وجاء شبيب وقد اصطلحوا فأخبره أصحابه خبرهم فقال أصبتم ووفقتم وأحسنتم ثم إن شبيبا ارتحل فخرجت معه طائفة وأقامت طائفة جانحة وخرج يومئذ معه إبراهيم بن حجر المحلمي أبو الصيقير كان مع بنى تيم بن شيبان نازلا فيهم ومضى شبيب في أداني أرض الموصل وتخوم أرض جوخى ثم ارتفع نحو آذربيجان وأقبل سفيان بن أبي العالية
(٥٨)