أرض الجزيرة قال أبو عبيدة تهيأ الضحاك ليسير إلى مروان ومضى النضر يريد الشأم فنزل القادسية وبلغ ذلك ملحان الشيباني عامل الضحاك على الكوفة فخرج إليه فقاتله وهو في قلة من الشراة فقاتله فصبر حتى قتله النضر وقال ابن جدرة يرثيه وعبد الملك بن علقمة كائن كملحان من شار أخي ثقة * وابن علقمة المستشهد الشارى من صادق كنت أصفيه مخالصتي * فباع داري بأعلى صفقة الدار إخوان صدق أرجيهم وأخذلهم * أشكو إلى الله خذلاني وإخفارى وبلغ الضحاك قتل ملحان فاستعمل على الكوفة المثنى بن عمران من بنى عائذة ثم سار الضحاك في ذي القعدة فأخذ الموصل وانحط ابن هبيرة من نهر سعيد حتى نزل غزة من عين التمر وبلغ ذلك المثنى بن عمران العائذي عامل الضحاك على الكوفة فسار إليه فيمن معه من الشراة ومعه منصور بن جمهور وكان صار إليه حين بايع الضحاك خلا فاعلي مروان فالتقوا بغزة فاقتتلوا قتالا شديدا أياما متوالية فقتل المثنى وعزير وعمرو وكانوا من رؤساء أصحاب الضحاك وهرب منصور وانهزمت الخوارج فقال مسلم حاجب يزيد أرت للمثنى يوم غزة حتفه * وأدرت عزيرا بين تلك الجنادل وعمرا أزارته المنية بعد ما * أطافت بمنصور كفات الحبائل وقال غيلان بن حريث في مدحه ابن هبيرة نصرت يوم العين إذ لقيتا * كنصر داؤود على جالوتا فلما قتل منهم من قتل في يوم العين وهرب منصور بن جمهور أقبل لا يلوى حتى دخل الكوفة فجمع بها جمعا من اليمانية والصفرية ومن كان تفرق منهم يوم قتل ملحان ومن تخلف منهم عن الضحاك فجمعهم منصور جميعا ثم سار بهم حتى نزل الروحاء وأقبل ابن هبيرة في أجناده حتى لقيهم فقاتلهم أياما ثم هزمهم وقتل البرذون بن مرزوق الشيباني وهرب منصور ففي ذلك يقول غيلان بن حريث ويوم روحاء العذيب دفعوا * على ابن مرزوق سمام مزعف قال وأقبل ابن هبيرة حتى نزل الكوفة ونفى عنها الخوارج وبلغ الضحاك
(٦٢١)