عسكره وأغاروا على الموضع الذي يطمعون في إصابة العورة والفرصة منه فلما تتابع عليهم البلاء ولزمهم الذل سألوه أن يؤمنهم على أن يمكنوه من سعيد ابن هشام وابنيه عثمان ومروان ومن رجل كان يسمى السكسكي كان يغير على عسكرهم ومن حبشي كان يشتمه ويفترى عليه فأجابهم إلى ذلك وقبله وكانت قصة الحبشي انه كان يشرف على الحائط ويربط في ذكره ذكر حمار ثم يقول يا بنى سليم يا أولاد كذا وكذا هذا لواؤكم وكان يشتم مروان فلما ظفر به دفعه إلى بنى سليم فقطعوا مذاكيره وأنفه ومثلوا به وأمر بقتل المتسمى السكسكي والاستيثاق من سعيد وابنيه وأقبل متوجها إلى الضحاك * وأما غير أبى هاشم مخلد بن محمد فإنه ذكر من أمر سليمان بن هشام بعد انهزامه من وقعة خساف غير ما ذكره مخلد والذي ذكره من ذلك ان سليمان بن هشام بن عبد الملك حين هزمه مروان يوم خساف أقبل هاربا حتى صار إلى عبد الله بن عمر فخرج مع عبد الله بن عمر إلى الضحاك فبايعه وأخبر عن مروان بفسق وجور وحضض عليه وقال أنا سائر معكم في موالى ومن اتبعني فسار مع الضحاك حين سار إلى مروان فقال شبيل بن عزرة الضبعي في بيعتهم الضحاك ألم تر أن الله أظهر دينه * فصلت قريش خلف بكر بن وائل فصارت كلمة ابن عمرو أصحابه واحدة على النضر بن سعيد فعلم أنه لا طاقة له بهم فارتحل من ساعته يريد مروان بالشام وذكر أبو عبيدة أن بيهسا أخبره لما دخل ذو القعدة سنة 127 استقام لمروان الشأم ونفى عنها من كان يخالفه فدعا يزيد بن عمر بن هبيرة فوجهه عاملا على العراق وضم إليه أجناد الجزيرة فأقبل حتى نزل نهر سعيد بن عبد الملك وأرسل ابن عمر إلى الضحاك يعلمه ذلك قال فجعل الضحاك لتاميسان وقال إنها تكفيكم حتى ننظر عما تنجلي واستعمل ابن عمر عليها مولاه الحكم بن النعمان (فأما أبو مخنف) فإنه قال فيما ذكر عنه هشام إن عبد الله بن عمر صالح الضحاك على أن بيد الضحاك ما كان غلب عليه من الكوفة وسوادها وبيد ابن عمر ما كان بيده من كسكر وميسان ودستميسان وكور دجلة والأهواز وفارس فارتحل الضحاك حتى لقى مروان بكفر توثا من
(٦٢٠)