طاعتي ونقضتم بيعتي بعد ما أعطيتموني من العهود والمواثيق فردوا على رسله إنا مع سليمان على من خالفه فرد إليهم إني أحذركم وأنذركم أن تعرضوا لاحد ممن تبعني من جندي أو يناله منكم أذى فتحلوا بأنفسكم ولا أمان لكم عندي فأرسلوا إليه انا سنكف ومضى مروان فجعلوا يخرجون من حصنهم فيغيرون على من اتبعه من أخريات الناس وشذان الجند فيسلبونهم خيولهم وسلاحهم وبلغه ذلك فتحرق عليهم غيظا واجتمع إلى سليمان نحو من سبعين ألفا من أهل الشأم والذكوانية وغيرهم وعسكر في قرية لبنى زفر يقال لها خساف من قنسرين من أرضها فلما دنا منه مروان قدم السكسكي في نحو سبعة آلاف ووجه مروان عيسى بن مسلم في نحو من عدتهم فالتقوا فيما بين العسكرين فاقتتلوا قتالا شديدا والتقى السكسكي وعيسى وكل واحد منها فارس بطل فاطعنا حتى تقصفت رماحهما ثم صارا إلى السيوف فضرب السكسكي مقدم فرس صاحبه فسقط لجامه في صدره وجال به فرسه فاعترضه السكسكي فضربه بالعمود فصرعه ثم نزل إليه فأسره وبارز فارسا من فرسان أنطاكية يقال له سلساق قائد الصقالبة فأسره وانهزمت مقدمته وبلغه الخبر وهو في مسيره فمضى وطوى على تعبية ولم ينزل حتى انتهى إلى سليمان وقد تعبي له وتهيأ لقتاله فلم يناظره حتى واقعه فانهزم سليمان ومن معه واتبعتهم خيوله تقتلهم وتأسرهم وانتهوا إلى عسكرهم فاستباحوه ووقف مروان موقفا وأمر ابنيه فوقفا موقفين ووقف كوثر صاحب شرطته في موضع ثم أمرهم ألا يأتوا بأسير إلا قتلوه إلا عبدا مملوكا فأحصى من قتلاهم يومئذ نيف على ثلاثين ألفا قال وقتل إبراهيم بن سليمان أكبر ولده وأتى بخال لهشام بن عبد الملك يقال له خالد بن هشام المخزومي وكان بادنا كثير اللحم فأدنى إليه وهو يلهث فقال له يا فاسق أما كان لك في خمر المدينة وقيانها ما يكفك عن الخروج مع الخراء تقاتلني قال يا أمير المؤمنين أكرهني فأنشدك الله والرحم قال وتكذب أيضا كيف أكرهك وقد خرجت بالقيان والزقاق والبرابط معك في عسكره فقتله قال وادعى كثير من الاسراء من الجند أنهم رقيق فكف عن قتلهم وأمر ببيعهم فيمن يريد مع ما بيع أصيب في عسكرهم قال ومضى سليمان مفلولا حتى انتهى
(٦١٨)