وشوال فاقتتلوا يوما من تلك الأيام فاشتد قتالهم فشد منصور بن جمهور على قائد من قواد الضحاك كان عظيم القدر في الشراة يقال له عكرمة بن شيبان فضربه على باب القورج فقطعه باثنين فقتله وبعث الضحاك قائدا من قواده يدعى شوالا من بنى شيبان إلى باب الزاب فقال اضرمه عليهم نارا فقد طال الحصار علينا فانطلق شوال ومعه الخيبري أحد بنى شيبان في خيلهم فلقيهم عبد الملك بن علقمة فقال لهم أين تريدون فقال له شوال نريد باب الزاب أمرني أمير المؤمنين بكذا وكذا فقال أنا معك فرجع معه وهو حاسر لا درع عليه وكان من قواد الضحاك أيضا وكان أشد الناس فانتهوا إلى الباب فأضرموه فأخرج لهم عبد الله بن عمر منصور ابن جمهور في ستمائة فارس من كلب فقاتلوهم أشد القتال وجعل عبد الملك بن علقمة يشد عليهم وهو حاسر فقتل منهم عدة فنظر إليه منصور بن جمهور فغاظه صنيعه فشد عليه فضربه على حبل عاتقه فقطعه حتى بلغ حرقفته فخر ميتا وأقبلت امرأة من الخوارج شادة حتى أخذت بلجام منصور بن جمهور فقالت يا فاسق أجب أمير المؤمنين فضرب يدها ويقال ضرب عنان دابته فقطعه في يدها ونجا فدخل المدينة الخيبري يريد منصورا فاعترض عليه ابن عم له من كلب فضربه الخيبري فقتله وكان يزعم أنه من أبناء ملوك فارس فقال يرثى عبد الملك بن علقمة وقائلة ودمع العين تجرى * على روح بن علقمة السلام أأدركك الحمام وأنت سار * وكل فتى لمصرعه حمام فلا رعش البدين ولاهدان * ولا وكل اللقاء ولاكهام وما قتل على شار بعار * ولكن يقتلون وهم كرام طغام الناس ليس لهم سبيل * شجاني يا ابن علقمة الطغام ثم إن منصورا قال لابن عمر ما رأيت في الناس مثل هؤلاء قط يعنى الشراة فلم تحاربهم وتشغلهم عن مروان أعطهم الرضا واجعلهم بينك وبين مروان فإنك إن أعطيتهم الرضا خلوا عنا ومضوا إلى مروان فكان حدهم وبأسهم عليه وأقمت أنت مستريحا بموضعك هذا فإن ظفروا بها كان ما أردت وكنت عندهم آمنا وإن ظفر بهم وأردت خلافه وقتاله قاتلته جاما مستريحا مع أن أمره وأمرهم
(٦١٦)