هم إن يثقفوني يقتلوني * ومن أثقف فليس إلى خلود ويروى: فإما تثقفوني فاقتلوني * فمن أثقف فليس إلى خلود هم الأعداء إن شهدوا وغابوا * أولو الأحقاد والأكباد سود أريغوني إراغتكم فإني * وحذقة كالشجا تحت الوريد ويروى: أريدوني إرادتكم، قال وبعث مسلم على كوره رجلا من قبله على حربها قال وكان ابن هبيرة حريصا أخذ قهرمانا ليزيد بن المهلب له علم بخراسان وبأشرافهم فحبسه فلم يدع منهم شريفا إلا قرفه فبعث أبا عبيدة العنبري ورجلا يقال له خالد وكتب إلى الحرشي وأمره أن يدفع الذين سماهم إليه يستأديهم فلم يفعل فرد رسول ابن هبيرة فلما استعمل ابن هبيرة مسلم بن سعيد أمره بحباية تلك الأموال فلما قدم مسلم أراد أخذ الناس بتلك الأموال التي قرفت عليهم فقيل له إن فعلت هذا بهؤلاء لم يكن لك بخراسان قرار وإن لم تعمل في هذا حتى توضع عنهم فسدت عليك وعليهم خراسان لان هؤلاء الذين تريد أن تأخذهم بهذه الأموال أعيان البلد قرفوا بالباطل إنما كان على مهزم بن جابر ثلثمائة ألف فزادوا مائة ألف فصارت أربعمائة ألف وعامة من سموا لك ممن كثر عليه بمنزله فكتب مسلم بذلك إلى ابن هبيرة وأوفد وفدا فيهم مهزم بن جابر فقال له مهزم بن جابر أيها الأمير إن الذي رفع إليك الظلم والباطل ما علينا من هذا كله لو صدق إلا القليل الذي لو أخذنا به أديناه فقال ابن هبيرة إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها فقال اقرأ ما بعدها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل فقال ابن هبيرة لا بد من هذا المال قال أما والله لئن أخذته لتأخذنه من قوم شديدة شوكتهم ونكايتهم في عدوك وليضرن ذلك بأهل خراسان في عدتهم وكراعهم وحلقتهم ونحن في ثغر نكابد فيه عدوا لا ينقضى حربهم إن أحدنا ليلبس الحديد حتى يخلص صدأه إلى جلده حتى إن الخادم التي تخدم أرجل لتصرف وجهها عن مولاها وعن الرجل الذي تخدمه لريح الحديد وأنتم في بلادكم متفضلون في الرقاق وفي المعصفرة والذين قرفوا بهذه المال وجوه أهل خراسان وأهل الولايات والكلف العظام
(٣٧٢)