محمد بن عمرو أن اضرب رقاب الاسراء فقال للعريان بن الهيثم أخرجهم عشرين عشرين وثلاثين ثلاثين قال فقام نحو من ثلاثين رجلا من بنى تميم فقالوا نحن انهزمنا بالناس فاتقوا الله وابدأوا بنا أخرجونا قبل الناس فقال لهم العريان أخرجوا على اسم الله فأخرجهم إلى المصطبة وأرسل إلى محمد بن عمرو يخبره بإخراجهم ومقالتهم فبعث إليه أن اضرب أعناقهم (قال أبو مخنف) فحدثني نجيح أبو عبد الله مولى زهير قال والله إني لأنظر إليهم ليقولون إنا لله انهزمنا بالناس وهذا جزاؤنا فما هو إلا أن فرغ منهم حتى جاء رسول من عند مسلمة فيه عافية الاسراء والنهى عن قتلهم فقال حاجب بن ذبيان من بنى مازن بن مالك بن عمرو بن تميم لعمري لقد خاضت معيط دماءنا * بأسيافها حتى انتهى بهم الوحل وما حمل الأقوام أعظم من دم * حرام ولا ذحل إذا التمس الذحل حقنتم دماء المصلتين عليكم * وجر على فرسان شيعتك القتل وقى بهم العريان فرسان قومه * فيا عجبا أين الأمانة والعدل وكان العريان يقول والله ما اعتمدتهم ولا أردتهم حتى قالوا أبد بنا أخرجنا فما تركت حين أخرجتهم أن أعلمت المأمور بقتلهم فما يقبل حجتهم وأمر بقتلهم والله على ذلك ما أحب أن قتل من قومي مكانهم رجل ولئن لاموني ما أنا بالذي أحفل لأئمتهم ولا تكبر على وأقبل مسلمة حتى نزل الحيرة فأتى بنحو من خمسين أسيرا ولم يكونوا فيمن بعث إلى الكوفة كان أقبل بهم معه فلما رأى الناس أنه يريد أن يضرب رقابهم قام إليه الحصين بن حماد الكلبي فاستوهبه ثلاثة زياد بن عبد الرحمن القشيري وعتبة بن مسلم وإسماعيل مولى آل بنى عقيل بن مسعود فوهبهم له ثم استوهب بقيتهم أصحابه فوهبهم لهم فلما جاءت هزيمة يزيد إلى واسط أخرج معاوية بن يزيد بن المهلب اثنين وثلاثين أسيرا كانوا في يده فضرب أعناقهم منهم عدى بن أرطاة ومحمد بن عدي بن أرطاة ومالك وعبد الملك ابنا مسمع وعبد الله بن عزرة البصري وعبد الله بن وائل وابن أبي حاضر التميمي من بنى أسيد بن عمرو ابن تميم وقد قال له القوم ويحك إنا لا نراك تقتلنا إلا أن أباك قد قتل وان قتلنا
(٣٤٥)