ليس بنافع لك في الدنيا وهو ضارك في الآخرة فقتل الأسارى كلهم غير ربيع بن زياد بن الربيع بن أنس بن الرقان تركه فقال له ناس نسيته فقال ما نسيته ولكن لم أكن لأقتله وهو شيخ من قومي له شرف ومعروف وبيت عظيم ولست أتهمه في ود ولا أخاف بغيه فقال ثابت قطنة في قتل عدى بن أرطاة ما سرنى قتل الفزاري وابنه * عدى ولا أحببت قتل ابن مسمع ولكنها كانت معاوي زلة * وضعت بها امرى على غير موضع ثم أقبل حتى أتى البصرة ومعه المال والخزائن وجاء المفضل بن المهلب واجتمع جميع آل المهلب بالبصرة وقد كانوا يتخوفون الذي كان من يزيد وقد أعدوا السفن البحرية وتجهزوا بكل الجهاز وقد كان يزيد بن المهلب بعث وداع بن حميد الأزدي على قندابيل أميرا وقال له إني سائر إلى هذا العدو ولو قد لقيتهم لم أبرح العرصة حتى تكون إلى أولهم فان ظفرت أكرمتك وإن كانت الأخرى كنت بقندابيل حتى يقدم عليك أهل بيتي فيتحصنوا بها حتى يأخذوا لأنفسهم أمانا أما إني قد اخترتك لأهل بيتي من بين قومي فكن عند أحسن ظني وأخذ عليه أيمانا غلاظا ليناصحن أهل بيته ان هم احتاجوا إليه ولجؤا إليه فلما اجتمع آل المهلب بالبصرة بعد الهزيمة حملوا عيالاتهم وأموالهم في السفن البحرية ثم لججوا في البحر حتى مروا بهرم بن القرار العبدي وكان يزيد استعمله على البحرين فقال لهم أشير عليكم ألا تفارقوا سفنكم فان ذلك بقاؤكم وإني أتخوف عليكم إن خرجتم من هذه السفن أن يخطفكم الناس وأن يتقربوا بكم إلى بنى مروان فمضوا حتى إذا كانوا بحيال كرمان خرجوا من سفنهم وحملوا عيالاتهم وأموالهم على الدواب وكان معاوية بن يزيد بن المهلب حين قدم البصرة قدمها ومعه الخزائن وبيت المال فكأنه أراد أن يتأمر عليهم فاجتمع آل المهلب وقالوا للمفضل أنت أكبرنا وسيدنا وإنما أنت غلام حديث السن كبعض فتيان أهلك فلم يزل المفضل عليهم حتى خرجوا إلى كرمان وبكرمان فلول كثيرة فاجتمعوا إلى المفضل وبعث مسلمة ابن عبد الملك مدرك بن ضب الكلبي في طلب آل المهلب وفى أثر الفل فأدرك
(٣٤٦)