ابن عقبة بن أبي معيط (قال أبو مخنف) فحدثني ثابت مولى زهير قال لقد قتل يزيد وهزم الناس وإن المفضل بن المهلب ليقاتل أهل الشأم ما يدرى بقتل يزيد ولا بهزيمة الناس وإنه لعلى برذون شديد قريب من الأرض وإن معه لمجففة أمامه فكلما حمل عليها نكصت وانكشفت وانكشف فيحمل في ناس من أصحابه حتى يخالط القوم ثم يرجع حتى يكون من وراء أصحابه وكان لا يرى منا ملتفتا إلا أشار إليه بيده ألا يلتفت ليقبل القوم بوجوههم على عدوهم ولا يكون لهم هم غيرهم قال ثم اقتتلنا ساعة: فكأني أنظر إلى عامر بن العميثل الأزدي وهو يضرب بسيفه ويقول:
قد علمت أم الصبى المولود * أنى بنصل السيف غير رعديد قال واضطربنا والله ساعة فانكشفت خيل ربيعة والله ما رأيت عند أهل الكوفة من كبير صبر ولا قتال فاستقبل ربيعة بالسيف يناديهم أي معشر ربيعة الكرة الكرة والله ما كنتم بكشف ولا ليام ولا هذه لكم بعادة فلا يؤتين أهل العراق اليوم من قبلكم أي ربيعة فدتكم نفسي اصبروا ساعة من النهار قال فاجتمعوا حوله وثابوا إليه وجاءت كو يفتك قال فاجتمعنا ونحن نريد الكرة عليهم حتى أتى فقيل له ما تصنع ههنا وقد قتل يزيد وحبيب ومحمد وانهزم الناس منذ طويل وأخبر الناس بعضهم بعضا فتفرقوا ومضى المفضل فأخذ الطريق إلى واسط فما رأيت رجلا من العرب مثل منزلته كان أغشى للناس بنفسه ولا أضرب بسيفه ولا أحسن تعبئة لأصحابه منه (قال أبو مخنف) فقال لي ثابت مولى زهير مررت بالخندق فإذا عليه حائط عليه رجال معهم النبل وأنا مجفف وهم يقولون يا صاحب التجفاف أين تذهب قال فما كان شئ أثقل على من تجفافي قال فما هو إلا أن جزتهم فنزلت فألقيته لا خفف عن دابتي وجاء أهل الشأم إلى عسكر يزيد ابن المهلب فقاتلهم أبو رؤبة صاحب المرجئة ساعة من النهار حتى ذهب عظمهم وأسر أهل الشأم نحوا من ثلاثمائة رجل فسرحهم مسلمة إلى محمد بن عمرو بن الوليد فحبسهم وكان على شرطه العريان بن الهيثم وجاء كتاب من يزيد بن عبد الملك إلى