أبو مخنف) فحدثني الغنوي قال هشام وأظن الغنوي العلاء بن المنهال أن رجلا من الشأم خرج فدعا إلى المبارزة فلم يخرج إليه أحد فبرز له محمد بن المهلب فحمل عليه فاتقاه الرجل بيده وعلى كفه كف من حديد فضربه محمد فقطع كف الحديد وأسرع السيف في كفه واعتنق فرسه وأقبل محمد يضربه ويقول المنجل أعود عليك قال فذكر لي أنه حيان النبطي قال فلما دنا الوضاح من الجسر ألهب فيه النار فسطع دخانه وقد اقتتل الناس ونشبت الحرب ولم يشتد القتال فلما رأى الناس الدخان وقيل لهم أجرق الجسر انهزموا فقالوا ليزيد قد انهزم الناس قال ومما انهزموا هل كان قتال ينهزم من مثله فقيل له قالوا أحرق الجسر فلم يثبت أحد قال قبحهم الله بق دخن عليه فطار فخرج وخرج معه أصحابه ومواليه وناس من قومه فقال اضربوا وجوه من ينهزم ففعلوا ذلك بهم حتى كثروا عليه فاستقبلهم منهم مثل الجبال فقال دعوهم فوالله إني لأرجو أن لا يجمعني الله وإياهم في مكان واحد أبدا دعوهم يرحمهم الله غنم عدا في نواحيها الذئب وكان يزيد لا يحدث نفسه بالفرار وقد كان يزيد بن الحكم بن أبي العاص وأمه ابنة الزبرقان السعدي أتاه وهو بواسط قبل أن يصل إلى العقر فقال إن بنى مروان قد باد ملكهم * فإن كنت لم تشعر بذلك فاشعر قال يزيد ما شعرت قال فقال يزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي:
عش ملكا أو مت كريما وإن تمت * وسيفك مشهورا بكفك تعذر قال أما هذا فعسى ولما خرج يزيد إلى أصحابه واستقبلته الهزيمة فقال باسميدع أرأيي أم رأيك ألم أعلمك ما يريد القوم قال بلى والله والرأي كان رأيك وأنا ذا معك لا أزايلك فمرني بأمرك قال أما لا فأنزل فنزل في أصحابه وجاء يزيد بن المهلب جاء فقال إن حبيبا قد قتل (قال هشام) قال أبو مخنف فحدثني ثابت مولى زهير ابن سلمة الأزدي قال أشهد أنى أسمعه حين قال له ذلك قال لا خير في العيش بعد حبيب قد كنت والله أبغض العيش بعد الهزيمة فوالله ما ازددت له الا بغضا امضوا قدما فعلمنا والله أن قد استقتل فأخذ من يكره القتال ينكص وأخذوا يتسللون