وكيف كان ففي آخر (1) عن الصادق (عليه السلام) (المكاري والجمال الذي يختلف وليس له مقام يتم الصلاة ويصوم شهر رمضان) وخبر علي بن جعفر (2) عن أخيه موسى (عليه السلام) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
(أصحاب السفن يتمون الصلاة في سفنهم) ومحمد (3) عن أحدهما (عليهما السلام) (ليس على الملاحين في سفنهم تقصير ولا على المكاري والجمال) ومضمر إسحاق بن عمار (4) (سألته (عليه السلام) عن الملاحين والاعراب عليهم تقصير؟ قال: لا، بيوتهم معهم) والمرسل (5) عن الصادق (عليه السلام) (الأعراب لا يقصرون، وذلك لأن منازلهم معهم) وخبر السكوني (6) عن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) (سبعة لا يقصرون الجابي الذي يدور في جبايته، والأمير الذي يدور في إمارته، والتاجر الذي يدور في تجارته من سوق إلى سوق، والراعي، والبدوي الذي يطلب مواضع القطر ومنبت الشجر، والرجل الذي يطلب الصيد يريد به لهو الدنيا، والمحارب الذي يقطع السبيل) إلى غير ذلك من النصوص الدالة على المطلوب، لكن ظاهر ما سمعته منها أن عدم تقصير الأعراب ليس لاندراجهم في هذا العنوان المعروف بين الأصحاب، بل لأن ذلك باعتبار كون بيوتهم معهم وعدم قعر معلوم لهم متخذ على الوطنية، وحينئذ صار هذا السفر منهم ليس سفرا حقيقة، بل هو وضعهم الذي عزموا عليه ما عاشوا في الدنيا.
ومن هنا يعلم أنه لو قصد بعضهم قطع مسافة لزيارة أو نحوها مما لا يندرج في الحال الأول يترخص، لاطلاق الأدلة، نعم قد يتوقف في ترخص من يمضي منهم لاختيار المنزل لقومه من جهة النبت ونحوه، وفرض بلوغ المسافة بينه وبين ما أراد اختباره