جوامعهم رغبة عن ذلك، ونفاقا أضمروه في صدورهم، ومحبة للاعتزال عن أمر المسلمين في جوامعهم كي لا يشاركوهم فيما يقع لهم وعليهم، إلى غير ذلك من المقاصد الدنيوية الشيطانية.
ثم إنه لا فرق في فضل الصلاة في المسجد بين المساجد جميعها جامعها وغيره وحديثها وقديمها، لاطلاق الأدلة وعمومها وإن كانت مختلفة في مراتب الفضل كما تسمعه إن شاء الله.
نعم قد يستثنى من ذلك بعض المساجد التي وردت النصوص (1) بالنهي عن الصلاة فيها ولعنها وبأن بعضها جدد لقتل الحسين (عليه السلام) كمسجد ثقيف ومسجد الأشعث ومسجد سماك بن مخرمة أو خرشة ومسجد شبث بن ربعي ومسجد حريز بن عبد الله البجلي ومسجد التيم أو الهيثم ومسجد بالحمراء بني على قبر فرعون من الفراعنة، وعن الكليني أن في رواية أبي بصير (2) ومسجد بني السيد ومسجد بني عبد الله بن دارم، بل قد يقال بعدم جريان أحكام المساجد عليها أيضا، واندراسها الآن، والحمد لله الذي كفانا عن التعرض لأحكامها.
أما غيرها فلا ريب في فضل الصلاة فيها سيما ما وردت النصوص بمدحها والثناء عليها وأنها مباركة كمسجد الكوفة الذي هو نعم المسجد، وأنه خصوصا وسطه لروضة من رياض الجنة (3) وصرة بابل، ومجمع الأنبياء (4) وأنه لو علم الناس ما فيه لأتوه حبوا (5) وصلى فيه ألف وسبعون نبيا (6) وألف وصي (7) بل ما من عبد صالح ولا نبي إلا وقد صلى فيه، حتى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أسري به