عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم) (1) وقال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك) (2) إلى قوله تعالى: (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) (3) فبقى ظاهر هذه الآيات: أن شرائع من كان قبلنا من الأنبياء لم تكن لازمة لنا بنفس ورودها قبل مبعث النبي عليه السلام، فإنها قد صارت على شريعته، ولزمنا من حيث أمرنا باتباعها والاقتداء بهم فيها، لأن أقل أحوال هذه الأوقات: أن تكون بمنزلة قوله تعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) (4) فتكون شرائع من قبلنا لازمة لنا من حيث صارت شريعة لنا، فإلزام الله تعالى إيانا فعلها بالقرآن، لا لأن الأنبياء المتقدمين كانوا مبعوثين إلينا، ولا كانت شرائعهم أمرا لنا عند ورودها.
وقد روي محمد بن عبد الله (5) عن العوام بن حوشب (6) عن مجاهد، قال: سألت ابن عباس عن سجدة ص من أين سجدت؟ قال: أو ما تقرؤا (ومن ذريته داود وسليمان) (7)