باب الخبرين المتضادين (1) قال أبو بكر رحمه الله: - تعارض الخبرين يكون على ثلاثة أنحاء:
منها: ما يكون من غلط الرواة، ونتيقن معه وهم رواة أحد الخبرين.
ومنها: - ما يحتمل أن يكونا (2) صحيحين من جهة النقل. ولا يحتمل مع ذلك بقاء حكمهما بلا محالة، إن ثبتا، وصحا، فأحدهما منسوخ متروك الحكم.
ومنها: ما يحتمل أن يكونا صحيحين، ويكونا جميعا مستعملين في حالين، أو في شيئين.
فأما الوجه الأول: فنحو حديث ابن عباس رحمه الله: (أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج ميمونة وهو محرم). وروى يزيد بن الأصم: (أن النبي عليه السلام تزوجها وهو حلال).
وقد علمنا أنه لم يتزوجها إلا مرة واحدة. وغير جائز: أن يكون محرما وغير محرم في حالة واحدة.
ونحو حديث ابن عباس: (أن النبي عليه السلام لم يصل في الكعبة حين دخلها يوم الفتح).