منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٧ - الصفحة ٤٠١
الموجودة سابقا) وبهذا البيان يندفع شبهة عدم اليقين بالحدوث كما تندفع شبهة مثبتية الأصل.
وما أفاده (قده) لا يخلو من غموض، وذلك لانتفاء الحالة السابقة المتيقنة.
وقياس اتصاف الآنات المتجددة بالليلية مثلا على نفس عنوان الليل مع الفارق، لصدق استمرار الموجود الوحداني حقيقة أو عرفا على الليل بمجرد استتار القرص أو ذهاب الحمرة إلى آن تحقق النهار، فيجري الاستصحاب عند الشك في الغاية، لأنه بقاء ما حدث. وهذا بخلاف إجراء الأصل في الليل بمفاد كان الناقصة، لان المتيقن هو وصف جز الليل أعني ليلية الساعة السابقة، وهذه الساعة الماضية الموصوفة بكونها ليلا جز الموجود الوحداني أعني الليل، ولا ريب في امتناع صيرورة الجز كلا بإلغاء خصوصيته، والساعة الفعلية المشكوكة ليليتها لو كانت ليلا لكانت قطعة أخرى من الليل، وهي متصفة بأنها الساعة الخامسة منه مثلا، والاتصاف وان كان متجددا بتجدد الآنات والأكوان، إلا أن المفروض اتصاف كل قطعة منها بوصف، والمتيقن هو وصف جز خاص، والمشكوك وصف جز آخر، ومن المعلوم امتناع تسرية وصف جز إلى جز آخر.
وبعبارة أخرى: المقصود بالاستصحاب إثبات ليلية هذه الساعة المشكوكة ليليتها، فلا يقين بذات الليل المستمر إلى زمان الشك، وإلا لم يقع شك فيه، وإنما تعلق اليقين بليلية ساعة سابقة قد تصرمت، وجر هذا الوصف إلى الساعة الحالية التي هي قطعة أخرى من الليل - على فرض كونها ليلا - لا يوجب اتصاف هذه الساعة بكونها ليلا، لأنه استصحاب وصف جز لاثبات ذلك الوصف لجز آخر، وهو من أقوى الأصول المثبتة.
وما أفاده من الملازمة بين استصحاب الزمان بمفاد كان التامة و الناقصة قد عرفت عدم تماميته، لأنه بمفاد كان التامة قد اجتمعت أركانه فيه من اليقين بحدوث