ناطق (2) بوجوب التمسك بكلامهم (عليهم السلام) إذ معنى التمسك بالمجموع هو التمسك بكلامهم (عليهم السلام) إذ لا تفسير لكتاب الله إلا التفسير المسموع منهم ولذلك قال (صلى الله عليه وآله): " لن يفترقا " وكذلك حديث: " مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " (3). وحديث: " ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، واحدة منها ناجية والباقي في النار " (4) وغيرها من الأحاديث المتواترة بين الفريقين. وقد تحير جمع من أفاضل الفريقين في وجه دلالة الحديث الأخير وحده على المطلوب، ووجهه:
أن سياقه صريح في أن بين الفرقة الناجية وبين سائر الفرق تضادا كليا في العقائد والأعمال الشرعية.
ومن المعلوم: أن هذا المعنى متحقق بين أصحابنا وغيرهم، لتفرد أصحابنا بأن أوجبوا السماع منهم (عليهم السلام) كل مسألة نظرية شرعية أصلية كانت أو فرعية، وسائر الطوائف خالفونا في ذلك، وهذا الاختلاف انتهى إلى الاختلاف في كثير من الأحكام الشرعية. ولهذا المقام زيادة تحقيق سيجيء في كلامنا إن شاء الله تعالى.
احتاجوا (5) لحفظ ظاهر الشريعة إلى فتح بابي الاجتهاد والإجماع ففتحوهما *
____________________
* أصل ما اعتبره المخالفون من جميع ما أورده المصنف: هو أن الاتفاق واقع على انقطاع تجدد تكليف بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) فجميع التكاليف وأحكام الله استوفاها الرسول وعلمها، غاية الأمر أن ظهورها كلها للأمم في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) ممكن، بل وقع ما يتوقف عليه العلم بالتكليف،