من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون (69) آية.
قد بينا معنى (لو) فيما مضى وإنما فتحت (أنهم) بعدها لان هذا موضع قد خالف الابتداء بأنه بالفعل أولى فصار بمنزلة العامل الذي يختص بالفعل دون الاسم أو الاسم دون الفعل يبين ذلك امتناع اللام من الدخول على الخبر في (لو) وليس كذلك (حتى) و (الا). ومعنى " أقاموا التوراة والإنجيل " علموا بما فيهما على ما فيهما دون أن يحرفوا شيئا منهما أو يغيروا أو يبدلوا كما كانوا يفعلون ويحتمل أن يكون معناه بما فيهما بأن أقاموهما نصب أعينهم لئلا يزلوا في شئ من حدودهما.
وقوله " وما أنزل إليهم من ربهم " يحتمل أمرين:
أحدهما - قال ابن عباس وأبو علي وغيرهما: المراد به الفرقان.
الثاني - قال قوم: كل ما دل الله عليه من أمور الدين. وقوله " لأكلوا من فوقهم " بارسال السماء عليهم مدرارا " ومن تحت أرجلهم " باعطاء الأرض خيرها وبركتها وقال قوم " من فوقهم " ثمار النخل والأشجار " ومن تحت أرجلهم " الزرع. والمعنى لو آمنوا لأقاموا في أوطانهم، وأموالهم وزروعهم، ولم يجلوا عن بلادهم، ففي ذلك التأسيف لهم على ما فاتهم، والاعتداد بسعة ما كانوا فيه من نعمة الله عليهم، وهو جواب التبخيل في قولهم " يد الله مغلولة " (1).
الثاني ان المعنى فيه التوسعة، كما يقال: هو في الخير من قرنه إلى