على ما يصيبكم منهم بما هم مكذبون به فأولى وأحرى ان تصبروا على حربهم وقتالهم منهم على قتالكم وحربكم. وهو قول قتادة، والسدي، ومجاهد، والربيع، وابن زيد، وابن عباس، وابن جريج.
النزول: وقال ابن عباس، وعكرمة: الآية نزلت في أهل أحد لما أصاب المسلمين ما أصابهم وصعد النبي صلى الله عليه وآله الجبل وجاء أبو سفيان وقال يا محمد صلى الله عليه وآله يوم لنا ويوم لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أجيبوه، فقال المسلمون لا سواء لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، فقال أبو سفيان عزى لنا ولا عزى لكم، فقال النبي صلى الله عليه وآله قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم. قال أبو سفيان أعل هبل، فقال النبي صلى الله عليه وآله قولوا له: الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان موعدنا وموعدكم بدر الصغرى، ونام المسلمون وبهم الكلوم وفيهم نزلت " ان يمسسكم قرح فقد.. " الآية. وفيهم نزلت " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون " لان الله تعالى أمرهم على ما بهم من الجراح ان يتبعوهم وأراد بذلك ارهاب المشركين فخرجوا إلى بعض الطريق وبلغ المشركين ذلك فاسرعوا حتى دخلوا مكة.
المعنى واللغة:
وقال بعضهم معنى " وترجون من الله ما لا يرجون " أي تخافون من جهته ما لا يخافون كما قال: " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله " (1) بمعنى لا يخافون. وقال قوم لا يعرف في كلام العرب الرجاء بمعنى الخوف إلا إذا كان في الكلام جحد سابق كما قال: " ما لكم لا ترجون لله وقارا " (2) بمعنى لا تخافون لله عظيمة. وقال الشاعر: