وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض) ويودون لا يكتمون حديثا.
الثالث - قال أبو علي: انه لا يعتد بكتمانهم، لأنه ظاهر عند الله لا يخفى عليه شئ منه.
الرابع - لم يقصدوا الكتمان، لأنهم إنما أخبروا على ما توهموا، ولا يخرجهم من أن يكونوا كذبوا.
والخامس - قال بعضهم: إن قوله: ﴿انظر كيف كذبوا على أنفسهم﴾ (1) إنما معناه: أوجبوا العذاب بمثل حال الكاذب في الاقرار، كما يقال: كذب عليك الحج، قال الشاعر:
كذب العتيق وماء شن بارد * إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي وقال الرماني: هذا التأويل ضعيف، لأنه يجري مجرى اللغز.
والسادس: قال الحسين بن علي المغربي: تمنوا أن يكونوا عدما، وتم الكلام ثم استأنف فقال: (ولا يكتمون الله حديثا) أي لا تكتمه جوارحهم وإن كتموه هم.
السابع - قال البلخي: (ولا يكتمون الله حديثا) على ظاهره لا يكتمون الله شيئا، لأنهم ملجأون إلى ترك القبائح والكذب. وقوله: (ما كنا مشركين) أي عند أنفسنا، لأنهم كانوا يظنون في الدنيا أن ذلك ليس بشرك من حيث يقربهم إلى الله تعالى.
قوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء