لان الواجبات هنا لا ينفصل بمنفصل حسي يمكن معه استيفاء الواجب دون فعل بعضه فلهذا أوجبنا غسل جزءا من الرأس وصيام جزء من الليل بخلاف وصورة النزاع فإنه يمكنه ان يجعل عقبه ملاصقا للصفا والفقيه والمقنع والمراسم والمقنعة يحتمل وجوب الصعود وفى الدروس فالأحوط الترقي إلى الدرج وتكفي الرابعة قلت ما روى أنه ص صعده في حجة الوداع مع قوله اخذوا عنى مناسككم واما كفاية الرابعة فلما روى أنه ص رقى قدر قامة حتى رأى الكعبة وقال الغزالي في الاحياء ان بعض الدرج محدثة فينبغي ان لا يخلفها وراء ظهره فلا يكون متمما للسعى ويجب الختم بالمروة وهي انف من جبل قعيقعان كذا في تهذيب النووي وحكى القاسي عن أبي عبيد البكري انها في أصل جبل قعيقعان قال النووي و هي درجتان وقال القاسي ان فيها الان درجة واحدة وحكى عن الأزرقي والبكري انه كان عليها خمس عشرة درجة وعن ابن خيبر ان فيها خمس درج قال النووي وعليها أيضا أزج كايوان وعرضها تحت الأزج نحو أربعين قدما فمن وقف عليه كان محاذيا للركن العراقي وتمنعه العمارة من رؤيته فإن لم يصعدها وقت بحيث يلصق أصابع قدميه جميعا بها ولا يكفي قدم واحدة مع احتماله ولا يجب صعودها للأصل وصحيح عبد الرحمن بن الحجاج المتقدم على ما في الكافي والتهذيب فان فيهما أيجزيهن ان يقفن تحت الصفا والمروة والاجماع الا ممن لا يعتد به كما في الخلاف ويظهر من التذكرة والمنتهى وعبارات المقنع والفقيه والهداية والمقنعة والمراسم يحتمل وجوبه حتى يرى البيت لفعله ص حجة الوداع والسعي سبعة أشواط بالاجماع والنصوص من الصفا إليه شوطان لا شوط كما عن حكى عن بعض العامة للاجماع والنصوص ويستحب فيه الطهارة من الاحداث وفاقا للمشهور للاخبار ولا يجب للأصل والاخبار كقول الصادق ع في صحيح معاوية لا باس ان يقضى المناسك كلها على غير وضوء الا الطواف فان فيه صلاة والوضوء أفضل وصحيحه أيضا سأله ع عن امرأة طافت بالبيت ثم حاضت قبل ان تسعى وسأله عن امرأة طافت بين الصفا والمروة فحاضت بينهما قال تتم سعيها وخبر يحيى الأزرق سال الكاظم رجل سعى بين الصفا والمروة ثلاثة أشواط أو أربعة ثم بال ثم أتم سعيه بغير وضوء فقال لا باس ولو أتم مناسكه بوضوء كان أحب لي وأوجبها الحسن لقول الكاظم ع في خبر ابن فضال لا يطوف ولا يسعى الا على وضوء وصحيح الحلبي سال عن الصادق ع عن المرأة تطوف بين الصفا والمروة وهي حايض قال لا ان الله يقول إن الصفا والمروة من شعائر الله والحمل على استحباب الطهارة طريق الجميع واستحب الشهيد الطهارة من الخبث أيضا ويحتملها العبارة ولم أظفر بسند ويستحب إذا أراد الخروج للسعى استلام الحجر مع الامكان والا الإشارة إليه والشرب من زمزم وصب مائها عليه لقول الصادق ع في حسن معاوية وصحيحه إذا فرغت من الركعتين فات الحجر الأسود فقبله واستلمه واشر إليه فإنه لابد منه وقال إن قدرت ان تشرب من ماء زمزم قبل ان يخرج إلى الصفا فافعل وليكن الشرب والصب من الدلو المقابل للحجر لصحيح حفص ابن البختري عن الكاظم ع والحلبي عن الصادق ع قالا يستحب ان يستقى من ماء زمزم دلو أو دلوين وتصب على رأسك وجسدك ولكن ذلك من الدلو الذي بحذاء الحجر ويستحب له الاستقاء بنفسه كما في الدروس كما هو ظاهر هذا الخبر وغيره وفى الدروس روى الحلبي ان الاستلام بعد اتيان زمزم قلت نعم رواه في الحسن عن الصادق ع قال إذا فرغ الرجل من طوافه وصلى ركعتين فليأت زمزم فيستقي منه ذنوبا أو ذنوبين فليشرب منه وليصب على رأسه وظهره وبطنه ويقول اللهم اجعله علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسقم ثم يعود إلى الحجر الأسود وكذا روى ابن سنان عنه ع في حج النبي ص فلما طاف بالبيت صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم ع ودخل زمزم فشرب منها وقال اللهم إني أسئلك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسلم فجعل يقول ذلك وهو مستقبل الكعبة ثم قال لأصحابه ليكن اخر عهدكم بالكعبة استلام الحجر فاستلمه ثم خرج إلى الصفا ولا يخالفه خبر معاوية الذي سمعته فان المهم فيه ان استحباب الاستلام اكد نعم يخالفه قوله ع في صحيح الحلبي الذي في علل الصدوق في حج النبي ص ثم صلى ركعتين عند مقام إبراهيم ع ثم استلم الحجر ثم اتى زمزم فشرب منها مع امكان ان يكون استلمه بعد الشرب أيضا وأجاز الشهيد إذا استظهر استحباب الاستلام واتيان زمزم عقيب الركعتين وان لم يود السعي قال وقد رواه علي بن مهزيار عن الجواد ع في ركعتي طواف النساء قلت قال رأيت أبا جعفر الثاني ليلة الزيارة وطاف طواف النساء وصلى خلف المقام ثم دخل زمزم فاستسقى منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر الأسود وشرب وصب على بعض جسده ثم اطلع في زمزم مرتين وأخبرني بعض أصحابنا انه رواه بعد ذلك فعل مثل ذلك قال الشهيد ونص ابن الجنيد ان استلام الحجر من توابع الركعتين وكذا اتيان زمزم على الرواية عن النبي ص ويستحب الخروج إلى الصفا من باب المقابل له أي الحجر للتأسي والاخبار وفى التذكرة والمنتهى لا نعلم فيه خلافا وهو الان معلم باستوانتين معروفتين فليخرج من بينهما قال الشهيد والظاهر استحباب الخروج من اللباب الموازي لهما ويستحب الصعود على الصفا للرجال للتأسي والنصوص والاجماع الا فمن أوجبه إلى حيث يرى الكعبة من بابه كما قال الصادق ع في حسن معاوية فاصعد على الصفا حتى تنظر إلى البيت ويكفي فيه الصعود على الدرجة الرابعة التي كانت تحت التراب فظهرت الان حيث أزالوا التراب ولعلهم انما كانوا جعل التراب تيسير للنظر إلى الكعبة على المشاة وللصعود على الركبان ولما كانت الدرجات الأربع مخفية في التراب ظن بعض الأصحاب ان النظر إلى الكعبة لا يتوقف على الصعود وان معنى الخبر استحباب كل من الصعود والنظر في الإشارة ان تم وابتداء السعي ونيته من أسفل الدرج وهو الأحوط وفى الدروس مقارنة النية لوقوفه على الصفا في أي جزء منها وان الأفضل بل الأحوط كونه عند النية على الدرجة الرابعة وساير العبادات يحتمل الامرين ويستحب استقبال ركن الحجر عند كونه على الصفا لحسن معاوية عن الصادق ع ولعله المراد بالركن اليماني في صحيحه وان النبي ص اتى الصفا فصعد عليه فاستقبل الركن اليماني وحمد الله والثناء عليه بما يخطر بالبال ويجرى على اللسان وإطالة الوقوف عليه فقال الصادق ع في مرفوع الحسن بن علي بن وليد من أراد ان يكثر ماله فليطل الوقوف على الصفا والمروة ولحماد المنقري ان أردت ان تكثر مالك فأكثر الوقوف على الصفا ويحتمل غير الإطالة وفى حسن معاوية ان رسول الله كان يقف على الصفا بقدر ما يقرا الانسان سورة البقرة مرتلا وفى صحيحه ودعا مقدار ما يقرا سورة البقرة مرتلا وفى صحيح ابن سنان مقدار ما يقرا الانسان البقرة ويستحب وراء ما مر من الحمد والثناء التكبير سبعا والتهليل كذلك والدعاء المأثور فقال الصادق ع في حسن معاوية فاصعد على الصفا حتى تنظر إلى البيت وتستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود فاحمد الله عز وجل واثن عليه ثم أذكر من آلائه وبلائه وحسن ما صنع إليك ما قدرت على ذكره ثم كبر الله سبعا واحمده سبعا وهلله سبعا وقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت وهو على كل شئ قدير ثلث مرات ثم صل على النبي ص وقل الله أكبر الحمد لله على ما هدانا والحمد لله على ما أولانا والحمد لله الحي القيوم والحمد لله الحي الدائم ثلث مرات وقل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله لا نعبد الا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون ثلث مرات اللهم إني أسئلك العفو والعافية و اليقين في الدنيا والآخرة ثلث مرات اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ثلث مرات ثم كبر الله مأة مرة وهلل مأة مرة واحمد الله مائة مرة و تسبح مائة مرة وتقول لا اله وحده أنجز وعده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فله الملك وله الحمد وحده وحده اللهم بارك لي في الموت وفيما بعد الموت اللهم إني أعوذ بك من ظلمة القبر ووحشته اللهم أظلني في ظل عرشك يوم لا ظل الا ظلك وأكثر من أن تستودع ربك دينك ونفسك وأهلك ثم تقول أستودع الله الرحمن الرحيم الذي لا يضيع ودائعه ديني ونفسي وأهلي اللهم استعملني على كتابك وسنة نبيك وتوفني على ملته وأعذني من الفتنة ثم تكبر ثلثا ثم تعيدها مرتين ثم تكبر واحدة ثم تعيدها فإن لم تستطع هذا فبعضه وروى غير ذلك وانه ليس فيه شئ مؤقت قال الصدوق بعدما ذكر نحوا من بعض ذلك ثم انحدر وقف على المرقاة الرابعة حيال الكعبة وقل اللهم إني أعوذ بك
(٣٤٧)