فوجدته جالسا مع أصحابه يحدثهم وقد عصب بطنه بعصابة فسالت بعض أصحابه فقالوا من الجوع فذهبت إلى أبي طلحة فأخبرته فدخل على أم سليم فقال هل من شئ الحديث وفي رواية محمد بن كعب عن أنس عند أبي نعيم جاء أبو طلحة إلى أم سليم فقال أعندك شئ فاني مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرئ أصحاب الصفة سورة النساء وقد ربط على بطنه حجرا من الجوع (قوله فأخرجت أقراصا من شعير) في رواية محمد بن سيرين عن انس عند أحمد قال عمدت أم سليم إلى نصف مدمن شعير فطحنته وعند المصنف من هذا الوجه ومن غيره عن أنس ان امه أم سليم عمدت إلى مد من شعير جرشته ثم عملته وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن انس عند احمد ومسلم اتى أبو طلحة بمد من شعير فامر به فصنع طعاما ولا منافاة بين ذلك لاحتمال أن تكون القصة تعددت وان بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخر ويمكن الجمع بان يكون الشعير في الأصل كان صاعا فأفردت بعضه لعيالهم وبعضه للنبي صلى الله عليه وسلم ويدل على التعدد ما بين العصيدة والخبز المفتوت الملتوت بالسمن من المغايرة وقد وقع لام سليم في شئ صنعته للنبي صلى الله عليه وسلم لما تزوج زينب بنت جحش قريب من هذه القصة من تكثير الطعام وادخال عشرة عشرة كما سيأتي في مكانه في الوليمة من كتاب النكاح ووقع عند احمد في رواية ابن سيرين عن انس عمدت أم سليم إلى نصف مد من شعير فطحنته ثم عمدت إلى عكة فيها شئ من سمن فاتخذت منه خطيفة الحديث والخطيفة هي العصيدة وزنا ومعنى وهذا بعينه يأتي للمصنف في الأطعمة (قوله ولا تثني ببعضه) اي لفتني به يقال لاث العمامة على رأسه اي عصبها والمراد انها لفت بعضه على رأسه وبعضه على إبطه ووقع في الأطعمة للمصنف عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك في هذا الحديث فلفت الخبز ببعضه ودست الخبز تحت ثوبي وردتني ببعضه تقول دس الشئ يدسه دسا إذا أدخله في الشئ بقهر وقوة (قوله فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك أبو طلحة فقلت نعم قال بطعام قلت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه قوموا) ظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم فهم ان أبا طلحة استدعاه إلى منزله فلذلك قال لمن عنده قوموا وأول الكلام يقتضي ان أم سليم وأبا طلحة أرسلا الخبز مع أنس فيجمع بأنهما أرادا بارسال الخبز مع أنس أن يأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فيأكله فلما وصل أنس ورأى كثرة الناس حول النبي صلى الله عليه وسلم استحي وظهر له أن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم معه وحده إلى المنزل فيحصل مقصودهم من اطعامه ويحتمل أن يكون ذلك عن رأي من أرسله عهد إليه إذا رأى كثرة الناس أن يستدعي النبي صلى الله عليه وسلم وحده خشية أن لا يكفيهم ذلك الشئ هو ومن معه وقد عرفوا ايثار النبي صلى الله عليه وسلم وانه لا يأكل وحده وقد وجدت ان أكثر الروايات تقتضي أن أبا طلحة استدعى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الواقعة ففي رواية سعد بن سعيد عن أنس بعثني أبو طلحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم لادعوه وقد جعل له طعاما وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أنس أمر أبو طلحة أم سليم أن تصنع للنبي صلى الله عليه وسلم لنفسه خاصة ثم أرسلتني إليه وفي رواية يعقوب بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس فدخل أبو طلحة على أمي فقال هل من شئ فقالت نعم عندي كسر من خبز فان جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده أشبعناه وان جاء أحد معه قل عنهم وجميع ذلك عند مسلم وفي رواية مبارك ابن فضالة المذكورة ان أبا طلحة قال اعجنيه وأصلحيه عسى ان ندعو رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٤٣٠)