عقيقته أي شعر رأسه الذي على ناصيته فرق والا فلا يجاوز شعره شحمة أذنه قال ابن قتيبة في غريبه العقيقة شعر رأس الصبي قبل أن يحلق وقد يطلق عليه بعد الحلق مجازا وقوله كان لا يفرق شعره الا إذا انفرق محمول على ما كان أولا لما بينه حديث ابن عباس (قوله وكان يحب موافقة أهل الكتاب) أي حيث كان عباد الأوثان كثيرين (قوله فيما لم يؤمر فيه بشئ) أي فيما لم يخالف شرعه لان أهل الكتاب في زمانه كانوا متمسكين ببقايا من شرائع الرسل فكانت موافقتهم أحب إليه من موافقته عباد الأوثان فلما أسلم غالب عباد الأوثان أحب صلى الله عليه وسلم حينئذ مخالفة أهل الكتاب واستدل به على أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يجئ في شرعنا ما يخالفه وتعقب بأنه عبر بالمحبة ولو كان كذلك لعبر بالوجوب وعلى التسليم ففي نفس الحديث أنه رجع عن ذلك اخرا والله أعلم * الحديث السادس عشر حديث عبد الله بن عمرو أي ابن العاص (قوله عن أبي حمزة) هو السكري والاسناد كله كوفيون سوى طرفيه وقد دخلاها (قوله عن عبد الله بن عمرو) أي ابن العاص في رواية مسلم عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن الأعمش بسنده دخلنا على عبد الله بن عمرو حين قدم مع معاوية الكوفة فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (قوله فاحشا ولا متفحشا) أي ناطقا بالفحش وهو الزيادة على الحد في الكلام السئ والمتفحش المتكلف لذلك أي لم يكن له الفحش خلقا ولا مكتسبا ووقع عند الترمذي من طريق أبي عبد الله الجدلي قال سألت عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح وتقدمت هذه الزيادة في حديث عبد الله بن عمرو من وجه آخر بأتم من هذا السياق ويأتي في تفسير سورة الفتح وقد روى المصنف في الأدب من حديث أنس لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لاحدنا عند المعتبة ماله تربت جبينه ولأحمد من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يواجه أحدا في وجهه بشئ يكرهه ولأبي داود من حديث عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل الشئ لم يقل ما بال فلان يقول ولكن يقول ما بال أقوام يقولون (قوله وكان يقول) أي النبي صلى الله عليه وسلم ووقع في رواية مسلم قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قوله إن من خياركم أحسنكم أخلافا) في رواية مسلم أحاسنكم وحسن الخلق اختيار الفضائل وترك الرذائل وقد أخرج أحمد من حديث أبي هريرة رفعه انما بعثت لأتمم صالح الأخلاق وأخرجه البزار من هذا الوجه بلفظ مكارم بدل صالح وأخرج الطبراني في الأوسط باسناد حسن عن صفية بنت حي قالت ما رأيت أحدا أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند مسلم من حديث عائشة كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه * الحديث السابع عشر حديث عائشة (قوله بين أمرين) اي من أمور الدنيا يدل عليه قوله ما لم يكن انما لان أمور الدين لا اثم فيها وأبهم فاعل خير ليكون أعم من أن يكون من قبل الله أو من قبل المخلوقين وقوله الا أخذ أيسرهما اي أسهلهما وقوله وما لم يكن اثما اي ما لم يكن الأسهل مقتضيا للإثم فإنه حينئذ يختار الأشد وفي حديث أنس عند الطبراني في الأوسط الا اختار أيسرهما ما لم يكن لله فيه سخط ووقوع التخيير بين ما فيه اثم ومالا أتم فيه من قبل المخلوقين واضح وأما من قبل الله ففيه اشكال لان التخيير انما يكون بين جائزين لكن إذا حملناه
(٤١٩)