مخالطا لبياضه وقد بين في الرواية التي تلي هذا ان موضع الشمط كان في العنفقة ويؤيد ذلك حديث عبد الله بن بسر المذكور بعده والعنفقة ما بين الذقن والشفة السفلى سواء كان عليها شعر أم لا وتطلق على الشعر أيضا وعند مسلم من رواية زهير عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه منه بيضاء وأشار إلى عنفقته قيل مثل من أنت يومئذ قال أبري النبل وأريشها (قوله وأمر لنا) أي له ولقومه من بني سواءة بضم المهملة وتخفيف الواو والمد والهمزة وآخره هاء تأنيث ابن عامر بن صعصعة وكان أمر لهم بذلك على سبيل جائزة الوفد (قوله قلوصا) بفتح القاف هي الأنثى من الإبل وقيل الشابة وقيل الطويلة القوائم وقوله فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان نقبضها فيه اشعار بان ذلك كان قرب وفاته صلى الله عليه وسلم وقد شهد أبو جحيفة ومن معه من قومه حجة الوداع كما في الرواية التي بعد هذه فالذي يظهر أن أبا بكر وفي لهم بالوعد المدكور كما صنع بغيرهم ثم وجدت ذلك منقولا صريحا ففي رواية الإسماعيلي من طريق محمد بن فضيل بالاسناد المذكور فذهبنا نقبضها فأتانا موته فلم يعطونا شيئا فلما قام أبو بكر قال من كانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة فليجئ فقمت إليه فأخبرته فأمر لنا بها وقد تقدم البحث في هذه المسئلة في الهبة * الحديث الثالث حديث أبي جحيفة أيضا (قوله عن وهب أبي جحيفة) هو اسم أبي جحيفة وهو مشهور بكنيته أكثر من اسمه وكان يقال له أيضا وهب الله ووهب الخير (قوله ورأيت بياضا من تحت شفته السفلى العنفقة) بالكسر على أنه بدل من الشفة وبالنصب على أنه بدل من قوله بياضا ووقع عند الإسماعيلي من طريق عبيد الله بن موسى عن إسرائيل بهذا الاسناد من تحت شفته السفلى مثل موضع إصبع العنفقة وإصبع في هذه الرواية بالتنوين واعراب العنفقة كالذي قبله وفي رواية شبابة بن سوار عن إسرائيل عنده رأيت النبي صلى الله عليه وسلم شابت عنفقته * الحديث الرابع وهو من ثلاثياته (قوله حدثنا عصام ابن خالد) هو أبو إسحاق الحمصي الحضرمي من كبار شيوخ البخاري وليس له عنه في الصحيح غيره وأما حريز فهو بفتح المهملة وتقدم قريبا انه من صغار التابعين (قوله أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم) يحتمل أن يكون أرأيت بمعنى أخبرني والنبي بالرفع على أنه اسم كان والتقدير أخبرني أكان النبي صلى الله عليه وسلم شيخا ويحتمل أن يكون أرأيت استفهاما منه هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ويكون النبي بالنصب على المفعولية وقوله كان شيخا استفهام ثان حذفت منه أداة الاستفهام ويؤيد هذا الثاني رواية الإسماعيلي من وجه آخر عن حريز بن عثمان قال رأيت عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم بحمص والناس يسألونه فدنوت منه وأنا غلام فقلت أنت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قلت شيخ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شاب قال فتبسم وفي رواية له فقلت له أكان النبي صلى الله عليه وسلم صبغ قال يا ابن أخي لم يبلغ ذلك (قوله قال كان في عنفقته شعرات بيض) في رواية الإسماعيلي انما كانت شعرات بيض وأشار إلى عنفقته وسيأتي بعد حديثين قول أنس انما كان شئ في صدغيه وسيأتي وجه الجمع بينهما إن شاء الله تعالى * الحديث الخامس حديث أنس من رواية ربيعة عنه وهو ابن أبي عبد الرحمن فروخ الفقيه المدني المعروف بربيعة الرأي وقد أورده من طريقين أحدهما من رواية خالد وهو ابن يزيد الجمحي المصري وكان من أقران الليث بن سعد لكنه مات قبله وقد أكثر
(٤١٢)