اتفق المؤرخون على أن الرسول هو العلاء بن الحضرمي (1)، نقل في الوثائق السياسية أنه (صلى الله عليه وسلم) قال للعلاء: " إن أجابك فأقم حتى يأتيك أمري، وخذ الصدقة من أغنيائهم فردها على فقرائهم، قال العلاء: فاكتب لي كتابا يكون معي، فكتب له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرائض الإبل والبقر والغنم والحرث والذهب والفضة على وجهها ".
ولكن حيث إنهم صرحوا بأن الكتاب الآتي الذي كتبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جواب كتاب المنذر أيضا أرسله مع العلاء يعلم أنه مكرر من العلاء الذهاب إلى البحرين فكأنه حمل الكتاب الأول للدعوة إلى الإسلام، فأسلم المنذر ومن معه وكتب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإسلامه فأجابه النبي (صلى الله عليه وآله) بما يأتي، وكتب عهده للعلاء في الصدقات وغيرها كما يأتي.
مات المنذر بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) بقليل قبل ردة البحرين (2)، وكان قدم عليه عمرو بن العاص وحضر عنده في وفاته، فقال المنذر لعمرو: كم جعل للميت من ماله عند الموت؟ قال: الثلث، قال: فما ترى أن أصنع في ثلث مالي؟ قال: إن شئت قسمته في سبيل الخير، وإن شئت جعلت غلته تجري بعدك على من شئت،