ينبغي لمن لا يكذب في الدنيا أن لا نصدقه، ولمن لا يخون أن لا نأتمنه، ولمن لا يخلف أن لا نثق به، فإن كان هذا هكذا فهذا هو النبي الأمي الذي والله لا يستطيع ذو عقل أن يقول: ليت ما أمر به نهى عنه أو ما نهى عنه أمر به (1).
فقال المنذر قد نظرت في هذا الذي في يدي فوجدته للدنيا دون الآخرة، ونظرت في دينكم فرأيته للآخرة والدنيا، فما يمنعني من قبول دين فيه أمنية الحياة وراحة الموت ولقد عجبت أمس ممن يقبله وعجبت اليوم ممن يرده، وإن من جاء به أن يعظم رسوله (2).
فأسلم وكتب إلى النبي (صلى الله عليه وآله):
" أما بعد يا رسول الله فإني قرأت كتابك على أهل البحرين، فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه، ومنهم من كرهه فلم يدخل فيه، وبأرضي يهود ومجوس، فأحدث إلي أمرك في ذلك " (3).
فأقره النبي (صلى الله عليه وآله) على عمله كما كان وعده، وتتابعت بينهما الكتب بعد ذلك في الصدقة والجزية وغيرهما، وسيأتي في الفصل الآتي ذكر هذه الكتب مفصلا.