عليهم النيران، فلما رأى أن النار ليست تقربهم ولا تحرقهم استودعهم الجب وفيه الأسد والسباع، وعذبهم بكل لون من العذاب حتى خلصهم الله جل وعز منه.
وهم الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز فقال جل وعز: * (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود) * (1) فلما أراد الله أن يقبض دانيال أمره أن يستودع نور الله وحكمته مكيخا بن دانيال، ففعل، وعند ذلك ملك هرمز ثلاثا وستين سنة وثلاثة أشهر وأربعة أيام، وملك بعده بهرام ستا وعشرين سنة، وولى أمر الله مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون غير أنهم لا يستطيعون أن يظهروا الإيمان في ذلك الزمان، ولا أن ينطقوا به، وعند ذلك ملك بهرام بن بهرام سبع سنين، وفي زمانه انقطعت الرسل، فكانت الفترة وولي أمر الله يومئذ مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون.
فلما أراد الله عز وجل أن يقبضه أوحى إليه في منامه أن يستودع نور الله وحكمته ابنه أنشو بن مكيخا، وكانت الفترة بين عيسى وبين محمد (صلى الله عليه وآله) أربعمائة وثمانين سنة، وأولياء الله يومئذ في الأرض ذرية أنشو بن مكيخا يرث ذلك منهم واحد بعد واحد ممن يختاره الجبار عز وجل، فعند ذلك ملك سابور بن هرمز اثنين وسبعين (2) سنة، وهو أول من عقد التاج ولبسه، وولى أمر الله عز وجل يومئذ أنشو بن مكيخا، وملك بعد ذلك أردشير أخو سابور سنتين، وفي زمانه بعث الله الفتية أصحاب الكهف والرقيم، وولى أمر الله يومئذ دسيخا بن أنشو بن مكيخا، وملك بعده يزدجرد بن سابور إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وتسعة عشر يوما، وولى أمر الله يومئذ في الأرض دسيخا (عليه السلام).
فلما أراد الله عز وجل أن يقبض دسيخا أوحى إليه في منامه أن يستودع علم