تصلح له أن يتزوجها، قالوا: بلى. قال فقال عليه السلام: ففي هذا بيان أنا من آله ولستم من آله لو كنتم من آله لحرمت عليه بناتكم كما حرمت عليه بناتي، لأنا من آله وأنتم من أمته، فهذا فرق بين الآل والأمة إذا لم تكن الآل فليست منه. فهذه العاشرة.
وأما الحادية عشرة فقوله في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل: " وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم " الآية. فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله صلى الله عليه وآله بولادتنا منه وعممنا الناس بدينه، فهذا فرق ما بين الآل والأمة. فهذه الحادية عشر.
واما الثانية عشرة قوله: " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " فخصنا بهذه الخصوصية إذا أمرنا مع أمره، ثم خصنا دون الأمة، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجئ إلى باب علي وفاطمة عليهما السلام بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر في كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول: " الصلاة يرحمكم الله " وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء بهذه الكرامة التي أكرمنا الله بها وخصنا من جميع أهل بيته فهذا فرق ما بين الآل والأمة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد نبيه (1).
11 - الصدوق - رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن عمر الكاتب، عن محمد بن زياد القلزمي عن محمد بن أبي زياد الجدي صاحب الصلاة بجدة، قال: حدثني محمد بن يحيى بن عمر بن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يتكلم بهذا الكلام عند المأمون في التوحيد:
قال: ابن أبي زياد: ورواه لي وأملى أيضا أحمد بن عبد الله العلوي مولى لهم وخالا لبعضهم، عن القاسم بن أيوب العلوي، أن المأمون لما أراد أن يستعمل الرضا عليه السلام جمع بني هاشم، فقال لهم: إني أريد أن أستعمل الرضا على هذا الامر من بعدي،