وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل فهذه واحدة.
والآية الثانية في الاصطفاء قول الله: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وهذا الفضل الذي لا يجحده معاند لأنه فضل بين.
والآية الثالثة حين ميز الله الطاهر بن من خلقه مر نبيه في آية الابتهال، فقال:
قل يا محمد - تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " فأبرز النبي صلى الله عليه وآله عليا والحسنين وفاطمة عليهم السلام فقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله: وأنفسنا وأنفسكم، قالت العلماء: عنى به نفسه.
قال أبو الحسن عليه السلام: غلطتم، إنما عنى به عليا عليه السلام ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: لينتهين بنو وليعة أولا بعثن إليهم رجلا كنفسي يعنى عليا عليه السلام: فهذه خصوصية لا يتقدمها أحد. وفضل لا يختلف فيه بشر. وشرف لا يسبقه إليه خلق، إذا جعل نفس علي عليه السلام كنفسه فهذه الثالثة.
وأما الرابعة: فاخراجه الناس من مسجده ما خلا العترة حين تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس، فقال: يا رسول الله تركت عليا وأخرجتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ما أنا تركته وأخرجتكم ولكن الله تركه وأخرجكم، وفي هذا بيان قوله لعلى عليه السلام:
" أنت منى بمنزلة هارون من موسى " قالت العلماء: فأين هذا من القرآن.
قال أبو الحسن عليه السلام أوجدكم في ذلك قرآنا أقرؤه عليكم، قالوا: هات. و قال عليه السلام قول الله عز وجل: " وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة " في هذه الآية منزلة هارون من موسى وفيها أيضا منزلة على عليهم السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومع هذا دليل ظاهر في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قال:
" إن هذا المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وآل محمد ". فقالت العلماء: هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلا عندكم - معشر أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال أبو الحسن عليه السلام: ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها " ففيما أوضحنا وشرحنا