فأكلا منها " ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار، وإنما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما، لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله عز وجل: " وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه، فتاب عليه فهدى " وقال عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " فقال له المأمون: فما معنى قول الله عز وجل: " فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما ".
فقال له الرضا عليه السلام: إن حواء ولدت لآدم خمس مأة بطن ذكرا وأنثى، و أن آدم عليه السلام وحواء عاهدا الله عز وجل ودعواه، وقالا. " لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحا " من النسل خلقا سويا بريا من الزمانة والعاهة و كان ما آتاهما صنفين صنفا ذكرانا وصنفا إناثا، فجعل الصنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما ولم يشكراه كشكر أبويهما له عز وجل قال الله تبارك، وتعالى: " فتعالى الله عما يشركون ".
فقال المأمون: أشهد أنك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقا، فأخبرني عن قول الله عز وجل في حق إبراهيم عليه السلام: " فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى " فقال الرضا عليه السلام: إن إبراهيم وقع إلى ثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة، وصنف يعبد القمر، وصنف يعبد الشمس، وذلك حين خرج من السرب الذي أخفى فيه " فلما جن عليه الليل " فرأى الزهرة " قال: " هذا ربي " على الانكار والاستخبار، " فلما أفل " الكوكب قال " لا أحب الآفلين " لان الأفول من صفات المحدث، لا من صفات القدم.
فلما رأى القمر بازغا قال: " هذا ربي " علي الانكار والاستخبار: " فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين " يقول: لو لم يهدني ربي لكنت من القوم الضالين، " فلما أصبح " ورأي الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر من الزهرة والقمر على الانكار والاستخبار، لا على الاخبار و الاقرار " فلما أفلت " قال للأصناف