الاجماع فهل عندك في الآل شئ أوضح من هذا القرآن؟
قال أبو الحسن عليه السلام: أخبروني عن قول الله " يس والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم " فمن عنى بقوله: يس: قال العلماء: يس محمد ليس فيه شك، قال أبو الحسن عليه السلام: أعطى الله محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لم يبلغ أحد كنه وصفه لمن عقله وذلك أن الله لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء صلوات الله عليهم.
فقال تبارك وتعالى: سلام على نوح في العالمين " وقال: " سلام على إبراهيم " وقال: " سلام على موسى وهارون " ولم يقل: سلام على آل نوح. ولم يقل: سلام على " آل إبراهيم ولا قال: سلام على آل موسى وهارون وقال عز وجل سلام على آل يس: " يعنى آل محمد. فقال المأمون: لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه. فهذه السابعة.
واما الثامنة فقول الله عز وجل: " واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى " فقرن سهم ذي القربى مع سهمه وسهم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا فصل بين الآل والأمة، لان الله جعلهم في حيز وجعل الناس كلهم في حيز دون ذلك، ورضي لهم ما رضي لنفسه، واصطفاهم فيه وابتدأ بنفسه ثم ثنى برسوله ثم بذي القربى في كل ما كان من الفيئ والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه ورضيه لهم فقال وقوله الحق: " واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ".
فهذا توكيد مؤكد وأمر دائم لهم إلى يوم القيمة في كتاب الله الناطق الذي " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " وأما قوله: واليتامى والمساكين " فان اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من المغانم ولم يكن له نصيب وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب في المغنم ولا يحل له أخذه وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم فيهم للغني والفقير، لأنه لا أحد أغنى من الله ولا من رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
فجعل لنفسه منها سهما ولرسوله صلى الله عليه وآله، سهما فما رضي لنفسه ولرسوله رضيه لهم وكذلك الفئ ما رضيه لنفسه، ولنبيه صلى الله عليه وآله وسلم رضيه لذي القربى كما جاز لهم في الغنيمة