والأوصياء. ثم قال يا علي ادن منى فدنا منه، ثم، قال اخرج لسانك فأخرجه فختمه بخاتمه.
ثم قال يا علي، اجعل لساني في فيك فتمصه وابلع عنى كلما تجد في فيك، ففعل علي ذلك، فقال إن الله فهمك ما فهمني وبصرك ما بصرني وأعطاك من العلم ما أعطاني إلا النبوة فإنه لا نبي بعدي ثم كذلك إماما بعد امام، فلما قضي موسى عليه السلام علمت كل لسان وكل كتاب وما كان وما سيكون بغير تعلم، وهذا سر الأنبياء أودعه الله فيهم والأنبياء أودعوه إلى أوصيائهم ومن لم يعرف ذلك ويحققه فليس هو على شئ ولا قوة الا بالله (1).
2 - (باب) * (احتجاجه مع سليمان المروزي) * 8 - ابن شهرآشوب قال: ومما أجاب عليه السلام بحضرة المأمون لصباح بن نصر الهندي وعمران الصابي عن مسائلهما قال عمران: العين نور مركبة أم الروح تبصر الأشياء من منظرها قال: العين شحمة وهو البياض والسواد والنظر للروح دليله أنك تنظر فيه فترى صورتك في وسط والانسان لا يرى صورته الا في ماء أو مرآة وما أشبه ذلك قال صباح فإذا عميت العين كيف صارت الروح قائمة والنظر ذاهب قال عليه السلام كالشمس طالعة يغشاها الظلام قال أين تذهب الروح.
قال عليه السلام: أين يذهب الضوء الطالع من الكوة إذا سدت الكوة قال أوضح لي ذلك قال الروح مسكنها في الدماغ وشعاع منبث في الجسد بمنزلة الشمس دايرتها في السماء وشعاعها منبسط في الأرض فإذا غابت الدايرة فلا شمس وإذا قطع الرأس فلا روح قالا فما بال الرجل يلتحى دون المرأة.