3 - (باب) * (احتجاجه مع العلماء في مجلس المأمون) * 10 - علي بن شعبة مرسلا قال: لما حضر علي بن موسى عليهما السلام مجلس المأمون وقد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق وخراسان: فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " الآية، فقالت العلماء: أراد الله الأمة كلها. فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟.
فقال الرضا عليه السلام: لا أقول. كما قالوا ولكن أقول: أراد الله تبارك وتعالى بذلك العترة الطاهرة عليهم السلام: وقال المأمون: وكيف عنى العترة دون الأمة؟ فقال الرضا عليه السلام: لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة، لقول الله: " فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ".
ثم جعلهم في الجنة، فقال عز وجل: " جنات عدن يدخلونها " فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم، ثم قال الرضا عليه السلام: ثم الذين وصفهم الله في كتابه فقال:
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وهم الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا على الحوض ". انظروا كيف تخلفوني فيهما، يا أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.
قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة هم الآل أو غير الآل، فقال الرضا عليه السلام: هم الآل. فقالت العلماء: فهذا رسول الله يؤثر عنه أنه قال: " أمتي آلي " وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفيض الذي لا يمكن دفعه: " آل محمد أمته " فقال الرضا عليه السلام: أخبروني هل تحرم الصدقة على آل محمد؟ قالوا: نعم. قال عليه السلام:
فتحرم على الأمة؟ قالوا: لا.