ذلك، ولكن أخيرك خصلة من خصال. قال: وما هي؟ قال: تتزوج أنت فلعل الله أن يرزقك بولد غيري، قال: ما بي فضل لذلك. قال: فدعني أرحل عنك بأهلي قال: ما كنت لاصنع. قال: فدع لبنى عندك وارتحل أنا عنك لعلى أسلوها فأتي ما تحب بعد أن تكون نفسي طيبة بأنها في حبالى. قال:
لا أرضى أو تطلقها. ثم حلف أنه لا يكنه سقف بيت أبدا حتى تطلق لبنى، وكان يخرج فيقعد في حر الشمس، ويجئ قيس فيقف إلى جانبه، ويظله بردائه، ويصلى وهو بحر الشمس حتى يفئ الفئ وينصرف إلى لبنى فيعانقها ويبكى وتبكى معه وتقول يا قيس: لا تطع أباك تهلك وتهلكني معك. فيقول:
ما كنت لأطيع أحدا فيك أبدا. فيقال: انه مكث على ذلك سنة. وقال خالد ابن كلثوم ذكر ابن عائشة: أنه أقام كذلك أربعين يوما ثم طلقها. وحكى ليث بن عمرو أنه سمع قيس بن دريج يقول ليزيد بن سليمان: هجرني أبواي في لبنى عشر سنين استأذن عليهما فيردانني حتى أطلقها. قال ابن جريج:
فأخبرت أن عبد الله بن صفوان الطويل لقى دريجا أبا قيس فقال له: ما حملك ان فرقت بينهما أو ما علمت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ما أبالي فرقت بينهما أو مشيت إليهما. بالسيف وروى هذا الخبر من طريق آخر ان الحسين ابن علي رضي الله عنهما قال لدريج أبى قيس أحل لك ان فرقت بين قيس ولبنى اما انى سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ما أبالي أفرقت بين الرجل وامرأته أو مشيت إليهما بالسيف. قالوا: فلما بانت لبنى منه بطلاقه إياها وفزع من الكلام لم يصمت حتى استطير عقله وذهب به ولحقه مثل الجنون وجعل يبكى ويتشنج أحر تشنج وبلغها الخبر فأرسلت إلى أبيها ليحملها وقيل بل أقامت حتى انقضت عدتها وقيس يدخل إليها فأقبل أبوها بهودج على ناقة وبابل يحمل أثاثها فلما رأى ذلك قيس أقبل على جاريتها وقال ويحك ما دهاني فيكم؟ قالت لا تسئلني وسل لبنى فذهب ليلم بخبائها فمنعه قومها وأقبلت إليه امرأة من قومه فقالت: مالك تسئل ويحك كأنك جاهل أو متجاهل هذه لبنى ترحل الليلة أو غدا فسقط مغشيا عليه لا يعقل ثم أفاق وهو يقول:
وانى لمفن دمع عيني بالبكا * حذار الذي قد كان أو هو كائن