سوداء وإذا فروع شعره تضرب خصريه فقلت غلام حديث عهد بعرس أعجلته لذة الصيد فترك ثوبه ولبس ثوب امرأته فما جاز على إلا يسيرا حتى طعن المسحل وثنى طعنة للأتان فصرعهما وأقبل راجعا نحوى وهو يقول:
نطعنهم سلكى ومخلوجة * كرك لأمين على نابل (1) فقلت إنك قد تعبت وأتعبت فرسك فلو نزلت فثنى رجله فنزل فشد فرسه بغصن من أغصان الشجرة وألقى رمحه وأقبل حتى جلس فجعل يحدثني حديثا ذكرت به قول أبى ذؤيب.
وإن حديثا منك لو تبذلينه * جنى النحل في البان عوذ مطافل فقمت إلى فرسى أصلحت من أمره ثم حسر العمامة عن رأسه فإذا غلام كأن وجهه الدينار المنقوش. فقلت سبحانك اللهم ما أعظم قدرتك وأحسن صنعتك فقال لي مم ذاك قلت مما راعني من جمالك وبهرني من نورك قال وما الذي يروعك من حبيس التراب وأكيل الدواب ثم لا يدرى بعد ذلك أينعم أم ييأس قلت لا يصنع الله بك إلا خيرا ثم تحدثنا ساعة فأقبل على فقال:
ما هذا الذي أرى قد سمطت في سرجك فقلت شراب أهداه لي بعض أهلك فهل لك لك فيه من أرب قال أنت وذاك فأتيته به فشرب منه وجعل والله ينكث بالسوط أحيانا على ثناياه فجعل والله يتبين لي أثر السوط فيهن فقلت مهلا فإني خائف أن تكسرهن قال ولم قلت لأنهن رقاق عذاب فرفع عقيرته يتغنى وأنشد:
إذا قبل الانسان آخر يشتهى * ثناياه لم يأثم وكان له أجرا فإن زاد زاد في حسناته * مثاقيل يمحو الله عنه بها الوزرا قال ثم قام إلى فرسه فأصلح أمره ثم رجع قال فبرقت لي بارقة من تحت الدرع فإذا الذي كأنه حق عاج. فقلت نشدتك الله: امرأة أنت؟ قالت نعم والله (2) إلا أنها تكره الغارة وتحب الغزل ثم أجلستها فجعلت تشرب معي