بماء لبنى تميم. فسألوني عن نسبي فأخبرتهم أنى اعمك، ونشرت الحلة فلبستها فتعلقت بشجرة، وانشقت ثم فتحت النحيين، وأطعمت منهما أهل الماء فقال: أولى لك ثم ساق الإبل، وخرج نحوها ومعه الغلام فنزلا منزلا فقام الغلام يستقى فأعانه امرئ القيس فرمى به الغلام في البئر وخرج حتى أتى المرأة بالإبل وأخبر أباها أنه زوجها فقيل لها قد جاء زوجك فقالت:
والله ما أدرى أهو زوجي أو لا، ولكن انحروا له جزورا وأطعموه من كرشها. ففعلوا فأكل ما أطعموه، فقالت: اسقوه لبنا خازرا وهو الحامض فسقوه فشرب. فقالت: افرشوا له عند الفرث والدم. ففرشوا له فنام، فلما أصبح أرسلت إليه أنى أريد أن أسألك فقال: سلى ما شئت.
فقالت: مم تختلج شفتاك؟ فقال: لتقبيلي إياك. فقالت: مم يختلج كشحاك؟
فقال: لالتزامي إياك. فقالت: مم يختلج فخذاك؟ فقال: لتوركي إياك.
قالت: عليكم بالعبد فشدوا أيديكم به ففعلوا. قال ومر قوم فاستخرجوا امرئ القيس من البئر فرجع إلى حيه واستاق من الإبل، وأقبل إلى امرأته.
فقالت: والله لا أدرى أهو زوجي أو لا ولكن انحروا له جزورا وأطعموه من كرشها وذنبها. ففعلوا فلما أتوه بذلك. قال: أين الكبد والسنام والملحاء وأبى أن يأكل. فقالت: اسقوه لبنا خازرا فأبى أن يشربه، وقال: أين الضريب والرايب. فقالت: افرشوا له عند الفرث والدم ففرشوا له فأبى أن ينام وقال: افرشوا لي عند التلعة الحمراء واضربوا لي عليها خبا ثم أرسلت إليه هلم شرطي عليك في المسائل الثلاث قال: فأرسل إليها أن سلى عما شئت قالت: مم تختلج شفتاك؟ قال: لشرب المشعشات. قالت: فمم يختلج كشحاك؟ قال: للبسي الحبرات. قالت: فمم يختلج فخذاك؟ قال: لركضي المطهمات. قالت: هذا زوجي فعليكم به واقتلوا العبد. فقتلوه، ودخل امرئ القيس بالجارية. قال ابن هبيرة: حسبكم فلا خير في الحديث سائر اللية بعد حديثك يا أبا عمرو ولن تأتينا بأعجب منه فقمنا وانصرفنا وأمر لي بجائزة سنية.