في بيته فاكتريت بيتا بجانبه، ورصدت البيت حتى انصرف قيم الخان ففتحت القفل بمفتاحي فحين دخلت البيت وجدت كيسي بعينه فأخذته وخرجت وأقفلت الباب ونزلت في الحال إلى السفينة التي جئت فيها ودعوت الملاح وانحدرت إلى البصرة فما أقمت بواسط إلا ساعتين من النهار ورجعت إلى منزلي بمالي عينه.
حدثني عبد الله بن محمد البصري قال: حدثني اكار بنهر سايس يقال له سارح قال: خرجت من نهر سايس إلى موضع من طرف يقال له كوخ راذويه فبلغني أن في طريقي رجلا يقطع الطريق وحده وحذرت منه، فلما خرجت من القرية رأيت رجلا تدل فراسته على شدته ونجدته وفي يده زقاية فجسرني على الطريق فترفقنا فانتهينا إلى سقاية في البرية فخرج علينا اللص متحزما متسلحا فصاح بنا فطرح رفيقي كارة كانت على ظهره وأخذ عصاة وبادر اللص وضربه بها فعطل اللص الضربة واستلقاها على سيفه فقطع العصاة ثم ضرب بسيفه رجل الرجل فأقعده ثم وشحه بالسيف حتى قتله وحمل على ليقتلني فقلت له ما حاربتك ولا أمتنع من أخذك ثيابي فلأي شئ تقتلني فقال استكتف فكتفني بتكتي ثم حمل الثياب وانصرف وبقيت متحيرا مشفيا على التلف بالعطش والشمس والوحوش فلما زلت أتمطى في التكة إلى أن قطعتها فقمت أمشى إلى أن جنبني الليل فرأيت في الصحراء على بعد ضوء نار خفيا فقصدته فمشيت إلى نصف الليل فوجدته يخرج من قبة في الصحراء فقربت منها وأطلعت فإذا هو اللص جالس في القبة يشرب نبيذا ومعه امرأته، فلما أبصرني صاح وتناول السيف وخرج إلى فما زلت أنا شده وأحلف له أنني ما علمت أنه هو ولا قصدته وإنما رأيت النار فقصدتها. فلم يعبأ بقولي وحلفته المرأة أن لا يقتلني بحضرتها فجذبني إلى نهر جار بقرب من القبة، وطرحني على شاطئه تحته وجرد سيفه ليذبحني فسمع صوت أسد قريبا فارتعدت يده وسكن، وأخذ يسكني فآنست بالسبع استيحاشا منه، وزدت في الصياح فما شعرت إلا والسبع قد تناوله من