له: رأيت عظيم ما أخذته منى فأنا خادم الخليفة، وقد خرجت لأمر كبير من خدمته، وإنك فزت بما أخذته منى، وأنا أعاملك به وأسديه إليك حلالا لا يجرى مجرى الغصوب على أن تؤمنني على نفسي وترد على من ثيابي وأدواتي وتسقيني ماء، وتسيرني حتى أصل إلى ما منى. فقال ما هو؟ فقلت:
تعطيني إيمانك وعهودك وذمامك على الوفاء ففعل فانفردت به، وجعلت يدي مقابلة للشمس وأريته الخاتم وأقمت فصه في شعاع الشمس فكاد يخطف بصره ورأي ما لم يكن رآه فهاله وقال لي: استره وقل لي خبره. قلت هذا خاتم الخلافة وهذا الفص منه ياقوت أحمر وهو الذي يتداوله الخلفاء منذ العهد الطويل، ويعرف بالجبل ولا يقوم أمر الخلافة إلى به، وكان مخبوءا ببغداد فأمرني الخليفة أن أحمله في جملة ما حملته، حيث حصل عندك فالرأي أن تمتنع من أعطاه إلا بمائة ألف دينار وهم لم يقدروا عليك فيضطروا لانفاذ الثمن، وأرى أيضا أن تأخذه وتنفذه إلى ناحية الشام وتوقفني على موضع حلتك، وتخفى حصول الخاتم معك، وإني إذا حصلت بحضرة الخليفة وعرفته الخبر جاءتك رسله بالرغائب حتى يرتجعه منك بأي ثمن. قال: فإذا خذ من ثيابك ما تريد فأخذت من ثيابي ما احتجت إليه وأخذ الخاتم فخباه في جيبه وأركبني راحلة مواطاة وأعطاني أداتين كبيرتين، وسار معي والناس يهلكون عطشا، ولم يزل يسيرني حتى بلغت إلى حصن في البرية يعرف بالزيتونة من بناء هشام بن عبد الملك فيه رجل من بنى أمية يكنى بأبي مروان معه في الحصن نحو من مائتي رجل فلما حصلت عنده، وأمنت انصرفت الاعراب، وعرفت أبا مروان خبري في القطع، ومن أنا فأعظم أمرى وأكرمني وأنفذ معي من أصحابه من بلغني الرقة سالما.
عن رجل من الدقاقين في دار ابن الزبير بالبصرة قال: أورد على رجل غريب سفتجة بأجل، وكان يتردد على إلى أن حل ميعاد السفتجة ثم قال:
دعها عندك حتى آخذها متفرقة، وكان يجئ في كل يوم فيأخذ بقدر نفقته إلى أن نفذت، وصار بيننا معرفة وألف الجلوس عندي وكان يراني أخرج كيسا