وتملأ، ووقفت عليه كما وقفت على الناس بالماء، حتى بلغ حاجته وقلت: ازدد، فقال: قد اكتفيت. دفع الله عنك المكروه. فقد دفعت عني جوعا عظيما، قلت: هل لك عيال؟ قال: إي والله، وإنهم لاجهد مني، وما انساغ لي ما أكلت دونهم، قلت: فدونك، فاحمل إليهم ما أردت، فجعل يأخذ فاحتشم (1) فأزيده حتى حمل ما قدر عليه أن يحمله، وامتنع من الزيادة ودعا بخير وانصرف، فدخلت على أهلي فبت أحسن مبيت، فأعلمه أبوه الخبر، وقص عليه القصة وأكثر من حمد الله وشكره.
فصل (5) ذكر ما يجوز من الصدقة وما لا يجوز (1269) روينا عن جعفر بن محمد (ص) (2): أنه سئل عن رجل تصدق بصدقة مشتركة فقال: جائزة. وعنه (ع) أنه سئل عن الصدقة بالمشاع فقال: جائز، تقبض كما يقبض المشاع (3).
(1270) وعنه (ع) أنه سئل عن الصدقة قبل أن تقبض فقال:
إذا قبلها المتصدق عليه أو قبلت له إن كان طفلا، جازت، قبضت أو لم تقبض. فإن لم تقبل فليست بشئ حتى تقبل.