فإذا صاروا إلى دار الآخرة صاروا إلى دار يقين يعلمون لا يعملون.
فقد روينا عن سول الله (صلع) أنه نزل في بعض أسفاره بأرض لا نبات بها، فقال: اطلبوا لنا حطبا، فقالوا: يا رسول الله، نحن كما ترى في أرض قرعاء، فقال: افترقوا على ذلك، وليلتمس كل امرئ (1) منكم ما قدر عليه، فجعل كل رجل يأتي بالعود الصغير و (2) العودين مثل ما تحمله الريح، حتى صار بين يدي رسول الله (صلع) من ذلك كوم عظيم، فقال: أردت أن أضرب لكم بهذا مثلا، هكذا تجتمع الحسنات، وهكذا تجتمع السيئات، فرحم الله امرءا نظر لنفسه (3).
وروينا عن علي صلوات الله عليه أنه قال: قال لي رسول الله (صلع): لا يستقل أحدكم من الخير شيئا يفعله ولو أن يصب من دلوه في إناء غيره، وجاء في مثل هذا كثير، وسنذكر ما يجب ذكره منه في مواضعه إن شاء الله (تع).
وعن علي صلوات الله عليه أنه كان إذا انصرف من الصلاة انفتل عن يمينه وقام، ثم خرق الصفوف خرقا.
وعن علي صلوات الله عليه أنه كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: تم نورك فهديت، فلك الحمد، وعظم حلمك فعفوت، فلك الحمد، وبسطت يدك فأعطيت، فلك الحمد، ربنا وجهك أكرم الوجوه، وجاهك خير الجاه، وعطيتك أنفع العطيات (4) وأهنؤها، تطاع ربنا فتشكر، وتعصى ربنا فتغفر، تجيب دعاء المضطر، وتشفي السقيم، وتنجي من الكرب، وتقبل التوبة، وتغفر الذنوب (5)، لا يجزى بآلائك أحد، ولا يحصى نعمتك قول قائل.
وعن جعفر بن محمد (ع) أنه قال: إذا صليت فقل بعقب صلاتك: اللهم لك صليت، وبك آمنت، وإياك دعوت، وإياك رجوت، فأسألك أن تجعل لي في صلاتي ودعائي بركة تكفر بها سيئاتي وتبيض بها وجهي وتكرم بها مقامي