ولى، واجمعوا الألوية واعتقدوا، وليسرع المخفون في رد من انهزم إلى الجماعة وإلى المعسكر، فلينفر من (1) فيه إليكم، فإذا اجتمع أطرافكم وأتت أمدادكم وانصرف فلكم (2) فألحقوا الناس بقوادهم وأحكموا تعابيهم وقاتلوا واستعينوا بالله واصبروا، وفى الثبات عند الهزيمة، وحمل الرجل الواحد الواثق بشجاعته على الكتيبة فضل عظيم.
كما روينا عن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه أنه قال: لما كان يوم أحد وافترق الناس عن رسول الله (صلعم) وثبت معه على صلوات الله عليه وعلى الأئمة من ولده، وكان من أمر الناس ما كان، فقال رسول الله (صلع) لعلى:
اذهب يا علي، فقال: كيف أذهب يا رسول الله، وأدعك؟ بل نفسي دون نفسك، ودمي دون دمك. فأثنى عليه خيرا. ثم نظر رسول الله (صلع) إلى كتيبة قد أقبلت، فقال: احمل عليها يا علي. فحمل عليها ففرقها وقتل هشام بن أمية المخزومي، ثم جاءت كتيبة أخرى فقال: احمل عليها يا علي، فحمل عليها ففرقها وقتل عمر بن عبد الله الجمحي (3)، ثم أقبلت كتيبة أخرى قال:
احمل عليها يا علي. فحمل عليها ففرقها وقتل شيبة بن مالك (4) أخا بنى عامر بن لؤي، وجبرئيل مع رسول الله (صلع)، فقال جبرئيل: يا محمد إن هذه للمواساة، فقال: يا جبرئيل، إنه منى وأنا منه، فقال جبرئيل (ع): وأنا منكما، يا محمد (5).